منزلا لمن يلي امارة مصر ثم صارت مساكن للعامة بعد ذلك
قال القضاعي في خططه كان يسكب فيها في كل يوم مائة راوية ماء وفيها عدة
مساجد وعد افران للخبز واقام على مصر عشرين سنة وعشرة اشهر واياما وهو
PageV01P130
الذي بنى القنطرة التي على خليج القاهرة عن السد الذي يكسر عند وفاء
النيل
ويقال انه ولى عليها عبد الله بن عبد الملك فمكث فيها خمس سنين ثم ولى
عليها بعده قرة بن شريك في سنة تسعين فبقى عليها إلى ان مات عبد الملك وهو
اول من وضع اللوح الاخضر على الاسطوانة الوسطى بالجامع العتيق بالفسطاط
واستولى الحجاج بن يوسف على مكة بعد قتل ابن الزبير
وولى عبد الملك على المدينة طارق بن عمر فانتزعها منه صالح بن عبد الله
ثم ولى عبد الملك على مكة والمدينة وسائر اعمال الحجاز 36 ب واليمن الحجاج
بن يوسف وعزل طارقا عن المدينة وجعله من جملة جند الحجاج
ثم ولى على مكة والمدينة سنة سبع وسبعين ابان بن PageV01P131
عثمان بن عفان ثم عزله في سنة اثنتين وثمانين وولى مكانه هشام بن إسماعيل
المخزومي
وولى على العراقين وخراسان الحجاج بن يوسف ففتك بأهله وأبادهم وقتل جمعا
من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على ما سيأتي ذكره عند وفاة الحجاج
فيما بعد إن شاء الله تعالى وكان على إفريقية وما معها من المغرب عقبة بن
نافع فقتل فولى عبد الملك بن مكانه حسان بن النعمان الغساني فسار حتى دخل
القيروان وافتتح قرطاجنة قاعدة إفريقية قبل الإسلام وكان الغرب الأقصى
والأندلس لم نفتحا بعد
السادس من خلفاء بني أمية
الوليد بن عبد الملك
وهو أبو العباس الوليد بن عبد الملك ms055 بن مروان المقدم ذكره ويقال أنه كان
يلقب المنتقم لله وأمه ولادة بنت العباس كان أسم أسمر جميلا أقنى الأنف
ويقال سائل الأنف جدا بوجهه أثر جدرى له سطوة شديدة PageV01P132
لاتتوقف إذا غضب وكان كثير النكاح والطلاق يقال أنه تزوج ثلاثأ وستين
امرأة وكان ضعيف البصر بالعربية بحيث يغلب عليه اللحن دخل عليه أعرابي يشكو
صهرا له فقال الوليد ما شأنك بفتح النون وهو يريد أن يسأله عن شأنه فقال له
الأعرابي أعوذ بالله من الشين فقال أخوه سليمان أمير المؤمنين يقول لك ما
شأنك وضم النون فقال الأعرابي ختني ظلمني يعني صهره فقال الوليد من ختنك
بالفتح فقال الأعرابي إنما ختنني الحجام ولست أريد ذا ( 37 أ ) فقال سليمان
أمير المؤمنين يقول لك من ختنك فقال هذا وأشار إلى خصمه
ولى الخلافة بعهد من أبيه عبد الملك ثم بويع له بها بعد وفاته يوم الخميس
منتصف شوال سنة ست وثمانين
قال ابن حزم وكان سنه حين ولى ما بين الثلاثين والأربعين سنه وكان نقش
خاتمه يا وليد إنك ميت ومحاسب وبقى في الخلافة حتى توفي بدير مروان من
الشام يوم السبت منتصف جمادى الآخرة سنة ست PageV01P133
وتسعين وعمره ثمان وأربعون سنة وأشهر وكانت مدة خلافته تسع سنين وسبة