بسيواس وجعلها كرسن ملكه ، وقد ولاه القان بوسعيد بن محمد بن خربنده بن ابغا بن هولاكو بلاد الروم فاستفحل ملكه حتى مات سنة ثلاث وخمسين ، وملك بعده اولاده ، فاخذ اولاده ودلغادر التركمانى بلاد سيس ، ومات محمد بن ارتنا في حدود سنة ثمانين، واقيم بعده صبن من اولاده ، وقام بامره الامير قليج ازسلان ، فغدر به قاضى سيواس ، وقام بامر الصبي حتى مات ، وهو والذ برهان الدين صاحب الترجمة وكان برهان الدين هذا قد طلب العلم فى صباه ، وقدم الى القاهرة ، واخذ بها عن شيوخ زمانه ، فعرف بالذكاء حتى حصل على طرف من العلم ، فبشره بعض الفقراء بانه سيملك بلاد الروم ، واشار له بعوده اليها ، فمضى الى سيواس ودرس بها ، وصلف ، ونظم الشعر ، وهو يتزي PageV01P0208 بزى الاجناد، ويسلك طريق الامراء فيركب بالجوارح والكلاب الى الصيد ، ويلازم الخدمة السلطانية الى ان مات السلطان ابن ارثنا عن ولد صغير اسمه محمد فاقيم بعده ، وقام الامراء بامره وهم غضنفر بن مظفر وفريدون، وابن المؤيد ، وجى كلدى ، وحاجى ابراهيم ، واكبرهم الذى يرجعون اليه في الراى والتدبير قاضى سيواس والد البرهان هذا قدير الامراء المذكورون امر الدولة مده حياه القاضي فلما مات ولى ابته برهان الدين ابو العباس احمد مكانه ، فسد مسده واربى عليه بكثره علمه وحسن سياسته ، وجوده تدبيره ، واخذ فى احكام امره ، فاول ما بدا به بعد تمهيد قواعده ان فرق ولايه اعمال المملكة على الامراء ، فاخرج اليها ابن المؤيد وجى كلدى ، وحاجى ابراهيم ، وبقى حول السلطان منهم فريدون وغضنفر فتقلا عليه ، واحث ان ينفرد بالامر دونهما فتمارض ليقعا في قبضته ، فكان كذلك ، ودخلا عليه يعودانه ، فما استقد بهما القرار حتى خرج عليهما من رجاله جماعه قد اعدها فم مخدع فقبضوا عليهما وخرج من فوره فملك الامر من غير منازع وتلقت بالسلطان، فلم يزض بذلك شيخ نجيب متولى توقات ، ولا جى كلدى نائب اماسيه ، فخرج القاضي برهان الدين واستولى على مملكة فرمان وقاتل من عصى عليه ، ونزع توقات من شيخ نجيب ، واستمال اليه تتار الروم وهم جموع كثيره لهم باسن ونجده وشجاعه واستضاف اليه الامير عثمان قرايلوك بتراكمينه فعز جانبه . ثم ان قرايلوك خالف عليه ومنع تقادمه التى كان يحملها اليه ، فلم يكترث به القاضي برهان الدين احتقارا له ، فصار قرايلوك يتردد الى اماسيه وارزنجان الى ان قصد ذات يوم مضيقا بالقرب من سيواس ، ومز بظاهر المدينة وبها القاضي ، فشع عليه كونه لم يعبا به ، وركب عجلا بغير اقبه ولا جماعه وساق فى اثره ليوقع به ، حتى اقبل الليل فكز عليه قرايلوك بجماعته فاخذه قبضا باليد ، فتفرقت عساكره شذر مذر. وكان قرايلوك قد عزم على ان يعيده الى PageV01P0209 مملكته ، فنزل عليه شيخ نجيب وهو فى ذلك فما زال به حتى قتله فى ذى القعدة سنة ثمان مئة وكان رحمه الله فقيها حنفيا ، فاضلا ، كريما جوادا ، قريبا من

Viewing page 1 out of ?

First Previous Next Last
Close