أياما ms049، وكثر الثلج، فمات جماعة ممن معه. واعتل المنصور علة شديدة، ووصل المنصورية، فأراد عبور الحمام فنهاه طبيبه إسحاق ابن سليمان الإسرائيلي عن ذلك، فلم يقبل، ودخل الحمام ففنيت الحرارة الغريزية منه، ولازمه السهر، فأخذ طبيبه يعالج المرض دون السهر، فاشتد ذلك على المنصور وقال لبعض خواصه: أما في القيروان طبيب غير إسحاق؟ فأحضر إليه شاب من الأطباء يقال له: أبو جعفر أحمد بن إبراهيم بن أبي خالد بن الجزار، فجمع له أشياء مخدرة، وكلفه شمها، فنام، وخرج وهو مسرور بما فعله، فجاء إسحاق ليدخل على المنصور، فقيل له إنه نائم، فقال: إن كان صنع له شيء ينام منه فقد مات، فدخلوا عليه فإذا هو ميت، فدفن في قصره. وأرادوا قتل ابن الجزار الذي صنع له المنوم، فقام معه إسحاق، وقال: PageV01P090 لا ذنب له، إنما داواه بما ذكره الأطباء، غير أنه جهل أصل المرض، وما عرفتموه، وذلك أنني في معالجته أقصد تقوية الحرارة الغريزية، وبها يكون النوم، فلما عولج بما يطفئها علمت أنه قد مات. وكان نقش خاتمه: بنصر الباطن الظاهر، ينتصر الإمام أبو الطاهر. وكان يشبه بأبي جعفر المنصور من خلفاء بني العباس لأن كلا منهما اختلت عليه الدولة، وأصفقت عليه الحروب، وكاد يسل من الخلافة، فهب له ريح النصر، وتراجع له أمره حتى لم يبق مخالف. وأولاده: أبو تميم المعز لدين الله: وحيدرة مات بمصر في جمادى الآخرة سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة، وصلى عليه العزيز بالله. وهاشم مات بمصر في ربيع الأول سنة ثمان وستين وثلاثمائة، وصلى عليه العزيز بالله. وطاهر مات في المحرم سنة تسع وخمسين وثلاثمائة بالمغرب. وأبو عبد الله الحسين مات بالمغرب. وخمس بنات: هبة، وأروى، وأسماء متن بمصر أيام المعز لدين الله. وأم سلمة ماتت بمصر أيام العزيز بالله. ومنصورة ماتت بالمغرب. وكان له أمهات أولاد ثلاث. وقضاته: أحمد بن محمد بن أبي الوليد. PageV01P091 ثم محمد بن أبي المنصور. ثم عبد الله بن قاسم. ثم علي بن أبي سفيان. ثم أبو محمد زرارة. ثم أبو ms050 حنيفة النعمان بن محمد التميمي. وحاجبه: جعفر بن علي. PageV01P092 المعز لدين الله أبو تميم معد ابن المنصور أبي الطاهر بن القائم أبي القاسم محمد ابن عبيد الله المهدي قال: ولى الأمر بعد أبيه سلخ شوال وقيل يوم الجمعة سابع عشر سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة.

Viewing page 1 out of ?

First Previous Next Last
Close