فقلت له: «من هذا تأكل؟ » فقال: ما آكل من متاع [هم] إنما اكتروني لأحفظه. فقال الرجل: ينبغي أن يكون هو صاحبي. فقمنا بأجمعنا حتى وقفنا على باب البستان فاستفتح صاحبه فخرج إلينا فإذا هو إبراهيم بن أدهم، فسلم عليه الرجل. فقال له: ما حاجتك؟ قال: مولاك فلان مات وخلف شيئا جئتك به. فبسط إبراهيم كساءه وقال له: «هات! » فصب فيه ثلاثين ألف درهم. فقال للرجل: «اقسمها أثلاثا». ففعل. فقال: لتأخذوا عشرة آلاف درهم، ففرقوها على الفقراء والمساكين. وعشرة آلاف PageV01P049 درهم رموا به الحائط فقد رأيته قد تشعث. وقال للرسول: خذ أنت عشرة آلاف درهم لعنائك من بلخ. فما وضع يده على درهم منها، وأخذ كساءه ووضعه على عنقه، وخرج من عسقلان، فما علمناه عاد إليها. وقال: «ما [15 أ] صدق الله عبد أحب الشهرة! » وخرج من بيت المقدس فمر بمسلحة فقالوا: عبد؟ قال: نعم. قالوا: ابق؟ قال: نعم. فذهبوا به فحبسوه بالسجن بطبرية. فجاء رجل يطلب غلاما له أبق من بيت ms0055 المقدس. فقالوا له: «إن مسلحة كذا وكذا قد أصابوا غلاما آبقا، فهو في السجن بطبرية». فذهب إلى السجن فإذا هو إبراهيم بن أدهم. فقال: سبحان الله! ما تصنع ههنا؟ فقال: أنا هنا ما أحسن مكاني! فرجع الرجل إلى بيت المقدس فأخبرهم، فجاءه الناس من بيت المقدس [وبعثوا] إلى أمير طبرية فقالوا: إبراهيم بن أدهم ما يصنع في سجنك؟ فقال: ما حبسته. قالوا: بلى. فبعث إليه فجاء به فقال له: فيم حبست! قال: مررت بمسلحة. فقالوا: عبد؟ قلت: نعم، وأنا عبد الله. قالوا: آبق؟ قلت: نعم، وأنا آبق من ذنوبي.

Viewing page 1 out of ?

First Previous Next Last
Close