عنه إذا استعمل عاملا اشترط عليه أن لا يركب البراذين • ولا يلبس الرقيق • ولا يأكل النقي • ولا يتخذ حاجبًا • ولا يغلق بابا عن حوائج الناس • ولا أغراضهم ولا أعمالهم • ويقول له إنما استعملتك لتقضي بينهم بالعدل • وتعمل مصالحهم • وتصلي بهم • وكان إذ أقدم الوفد عليه سألهم عن حالهم وعن أشعارهم وعن أحوال أميرهم هل يدخل على الضيف • ويعد المريض • فإن قالوا نعم حمد الله وإلا عزله • قيل إذا ولي السلطان العمال الظالمين مثل من استدعى الذئب الغنم • وربط الكلب العقود ببابه • وإن العامة تشتم الحجاج • والخاصة تلوم عبد الملك بن مروان لأنه هو الذي استدعاه • قيل شعر • ومن يربط الكلب العقور ببابه • فعقر جميع الناس من رابط الكلب • وينبغي للملك إذا حصل له الوزير الناصح • والعالم الشفوق • والخادم المعين له على ما أولاه الله تعالى بالدين والأمانة • وخلوص الطوية • والشفقة على الخلق • فينبغي إذ ذاك أن لا يبقى مجهودا في استعطاف خاطره بأنواع ٧٧ظ المبرات • والمشرة في المهمات • فإن المشورة من أقوى الدواعي على استجلاب خواطر حاشية الملك • وتطيب قلوبهم • وبذلك النصيحة له • في المشورة فوائد جمّة لا تخفى على ذي البصيرة الصادقة • والرأي الثاقب • والفكر الصّائب • قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وشاورهم في الأمر • ولما أراد الله تعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام استشار الملائكة • والقصة مشهورة • وفوائدها مذكورة • قال تعالى والذين استجابوا لربهم • وأقاموا الصلاة • وأمرهم شورى بينهم • مدحهم الله تعالى بالتشاور وقرن الشورى بالاستجابة له وبإقامة الصلوة • وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يقول لأصحابه اشيروا علي وسُئل عليه الصلاة والسلام عن الحزم فقال أن تسترشد • ولما قصد بالأحزاب كان فيهم عيينة بن حصين • والحرث بن عوف • فأرادا منه ثلث ثمار المدينة على أن يرجحا بمن معهما من غطفان فقال حتى أشاور السّعود سعد بن معاذ • وسعد بن عبادة • وسعد بن فزارة • رضي الله عنهم فأشاروا أن لا يعطيهم • فعمل بمشورتهم فانجح • وكذلك في بدر لما نزل عليه الصلاة والسلام بأدنى ماء قال الحباب بن المنذر يَرسول الله أرأيت هذا المنزل منزلا أنزلكه30 الله تعالى ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه أم هو الرأي والحرب والمكيدة فقال صلى الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة فقال الحباب ليس هذا بمنزل فانهض يرسول الله بالناس حتى نأتي أدنى منزل من القوم فننزل على مائه ثم نفوّر ما وراءه من القلب والآبار ونعمل لك حوضا فنملأه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون فقال صلى الله عليه وسلم لقد اشرت بالرأي فنهض عليه الصلاة والسلام بمن معه وسار حتى أتى أدنى ماء القوم فنزل عليه وفعل ما أشير عليه فانجح وقال على كرم الله وجهه في المشورة سبع خصال ٧٨و

Viewing page 1 out of ?

First Previous Next Last
Close