كتابه العزيز بقوله حتى إِذا بلغ أَشده وبلغ اربعين سنة
واختلف العلماء في الأَشد ، فقال الشعبى ، وزيد اَبن أَسلم .
إِذا كتبت عليه السيئات وله الحسنات . وقال ابن إِسحاق ،
ثمانية عشر عاما ، وقيل ، عشرون عاما . وقال ابن عباس وقتاده .
ثلاثة وثلاثون عاما . وقال هلال بن يسار وغيره :أَربعون
عاما : قال ابن عطية : من قال بالأَربعين قال في الآية : إِنه
PageV01P0208
أكد وفسر الأَشد بقوله وبلغ أَربعين سنة ، وإِنما ذكر الله
أَربعين لأَنه حد الإِنسان في فلاحه ونجاحه . وفي الحديث إِن
الشيطان يجرّ يده على وجه من زاد على أَربعين ولم يتب فيقول ،
بأْى وجه لا تفلح : وفيما دون الأَربعين أَيام الشباب ، والميل
إِلى ملاذ الدنيا وشهواتها ، ومن يكون بهذه المثابة يكون في عقله
قصور ، ويكون أَكثر رأيه على نهج الفساد ، ولا سيما إذا تولى
أُمرا من أُمور المسلمين ، ألا ترى أَن جماعة من أَولاد السلاطين
تولّوا السلطنة وحصلت منهم مفاسد كثيرة منهم ،
ابن الملك المعز أَيبك التركماني أَول مملوك ولوه السلطنة
بعد أَن قتلَت شجر الدر أَباه الملك المعز المذكور
قال بيبرس فى تاريخه ، ولوه السلطنة وعمره حول
عشرين سنة ، ولقبوه بالملك المنصور نور الدين على فى ربيع الأَول
من سنة خمس وخمسين وستمائة ، وجعلوا سَيف الدِين قطز
مدبر المملكة ، لدينه وشهامته ، ولصغر السلطان ومَيْله إِلى اللعب .
ولما تحرك هلاون في سنة سبع وخمسين وستمائة ، وقصد أَرض
الشام بعد تخريبه بغَداد ، وقتله الخليفة المستعصم وأَلفى أَلف
نفس من أَهل بغداد ، عقد سيف الدين قطز المجلس . وقال
لابد من سلطان قاهر يقاتل التتر ، وهذا صبى صغير لا يعرِف
تدبير المملكة - وكان كذلك فإِنه كان يركب الحمير الفره
PageV01P0209
ويلعب بالحمام مع الخدام ، فعند ذلك اتفقوا وولوا قطز سلطانا ،
ولقبوه بالملك المظفر
ومنهم ابن الملك الظاهر بيبرس ناصر الدين محمد بركه
خان ، تولى السلطنة وله تسع عشرة سنة ، وكانت توليته سنة
وفاة أَبيه الملك الظاهر سنة ست وسبعين وستمائة ، ولما تولى
غلبت عليه الخاصكية، فجعل يلعب معهم فى الميدان لعب
أَول هوا فربما جاءت النوبة عليه ، فأَنكرت الأُمراء عليه
وأَنفوا أَن يكون ملكهم يلعب مع الغلمان ، فراسلوه ليرجع عن ذلك
فلم يقبل ، فخلعوه في سنة ثمان وسبعين وستمائة . ثمَّ ولوا بدر
الدين سلامش أَخاه ، ولقبوه الملك العادل ، وله من العمر
سبع سنين ، ثم بعد مائة يوم عزلوه لعدم فائدة بقاءِ الصبى
الصغير ، لانتشار السمعة في البلاد ، وامتهان الحرمة في أنفس
الحواضر والبواد ، واتفقوا على تولية سيف الدين قلاون الأَلفى ،