فرقها على الناس وقال: (لمست بكفي كفه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفه يعدي) (فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فبددت ما عندي) فنمى الخبر إلى المهدي؛ فأعطاه بكل درهم دينارا. PageV01P126 وقيل: إن مروان بن أبي حفصة الشاعر لما أنشده قصيدته السائرة التي أولها: (صحا بعد جهل واستراحت عواذله ... ) . قال المهدي: ويلك كم هي بيتا؟ قال: سبعون بيتا. قال: لك بها سبعون ألفا. ومنها من جملة أبياتها: (كفاكم بعباس أبي الفضل والدا ... فما من أب إلا أبو الفضل فاضله) (كان أمير المؤمنين محمدا ... أبو جعفر في كل أمر يحاوله) (إليك قصرنا النصف من صلواتنا ... مسيرة شهر بعد شهر نواصله) (فلا نحن نخشى أن يخيب مسيرنا ... إليك ولكن أهنأ البر عاجله) فتبسم المهدي وقال: عجلوها له. قلت: وفي أيام المهدي ظهر رجل يقال له المقنع، وادعى النبوة. وكان يطلع للناس قمرا يرونه من مسيرة شهرين، وكان يري الناس أعاجيب كثيرة من أنواع السحر، وعمل على وجهه وجها من ذهب. واتبعه جماعة من الجهال حتى أرسل إليه جيشا؛ فحاربوه وقتلوه. وقيل: إنه لما علم بأخذه قتل نفسه. وقال الفلاس: ملك المهدي إحدى عشرة سنة وشهرا ونصف [شهر] ، ومات لثمان بقين من المحرم سنة تسع وستين ومائة، وعاش ms050 ثلاثا وأربعين سنة، وعقد بالأمر من بعده لإبنه موسى الهادي والرشيد. PageV01P127 (موسى الهادي) ابن المهدي محمد بن أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس، الهاشمي، القرشي، العباسي. الرابع من خلفاء بني العباس، أبو محمد، أمير المؤمنين. بويع بالخلافة بعد موت أبيه، وكان بجرجان؛ فأخذ له البيعة أخوه (( الرشيد هارون)) . ومولده بالري سنة سبع وأربعين ومائة. أمه أم ولد تسمى الخيزران وهي أم الرشيد أيضا. وكان الهادي طويلا، جسيما، أبيض، بشفته تقلص. وكان أبوه قد وكل خادما في الصبا كلما رآه مفتوح الفم يقول له: موسى أطبق؛ فيفيق على نفسه ويضم شفته. وكان فصيحا، أديبا، قادرا على الكلام، تعلوه هيبة، وله سطوة وشهامة. على أنه كان يتناول المسكر ويحب اللهو والطرب. PageV01P128 وكان يركب حمارا فارها، ولا يقيم أبهة الخلافة. وكان يجيز على الشعر الجوائز السنية. قال نفطويه: قيل: إن موسى الهادي قال لإبراهيم الموصلي: إن أطربتني فاحتكم [ما شئت] ، فغناه: أزمعت بيتا فأين لقاؤنا. الأبيات؛ فأعطاه سبعمائة

Viewing page 1 out of ?

First Previous Next Last
Close