إلا رأى عمرو قال فكيف أصنع فقال عمرو ابعث جيشا كثيفا PageV01P0107
الثانية على مصر السنة الأولى من ولاية حنظلة عليهم رجل حازم صارم تثق إليه فيأتي إلى مصر فإنه سيأتيه من كان
من أهلها على رأينا فنظاهره على من كان بها من أعدائنا قال معاوية أو غير
ذلك قال وما هو قال نكاتب من بها من شيعتنا نأمرهم على أمرهم ونمنيهم
قدومنا عليهم فتقوى قلوبهم ونعلم صديقنا من عدونا وإنك يابن العاص بورك لك
في العجلة قال عمرو فاعمل برأيك فوالله ما أرى أمرك إلا صائرا للحرب قال
فكتب إليهم معاوية كتابا يثني عليهم ويقول هنيئا لكم بطلب دم الخليفة
المظلوم وجهادكم أهل البغي وقال في آخره فاثبتوا فإن الجيش واصل إليكم
والسلام وبعث بالكتاب مع مولى يقال له سبيع فقدم مصر وأميرها محمد بن أبي
بكر الصديق فدفع الكتاب إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري وإلى معاوية بن حديج
فكتبا جوابه أما بعد فعجل علينا بخيلك ورجلك فإن عدونا قد أصبحوا لنا
هائبين فإن أتانا المدد من قبلك يفتح الله علينا وذكرا كلاما طويلا وكان
مسلمة ومعاوية ابن حديج يقيمان بخربتا في عشرة آلاف وقد باينوا محمد بن أبي
بكر ولم يحسن محمد تدبيرهم كما كان يفعله معهم قيس بن سعد بن عبادة أيام
ولايته على مصر فلذلك انتقضت على محمد الأمور وزالت دولته ولما وقف معاوية
على جوابهما وكان يومئذ بفلسطين جهز عمرو بن العاص في ستة آلاف وخرج معه
معاوية يودعه وأوصاه بما يفعل وقال له عليك بتقوى الله والرفق فإنه يمن
والعجلة من الشيطان وأن تقبل ممن أقبل وتعفو عمن أدبر فإن قبل فهذه نعمة
وإن أبى فإن السطوة بعد المعذرة أقطع من الحجة وادع الناس إلى الصلح
والجماعة فسار عمرو حتى وصل إلى مصر واجتمعت العثمانية عليه فكتب عمرو إلى
محمد بن أبي بكر صاحب مصر PageV01P0108
السنة الثالثة من ولاية حنظلة
بن صفوان على مصر
السنة الثانية من ولاية حنظلة أما بعد فنح عني بدمك فإني لا أحب أن يصيبك مني قلامة ظفر
والناس بهذه البلاد قد اجتمعوا على خلافك وهم مسلموك فاخرج منها إني لك من
الناصحين ومعه كتاب معاوية يقول يا محمد إن غب البغي والظلم عظيم الوبال
وسفك الدماء الحرام من النقمة في الدنيا والآخرة وإنا لا نعلم أحدا كان على
عثمان أشد منك فسعيت عليه مع الساعين وسفكت دمه مع السافكين ثم أنت تظن أني
نائم عنك وناس سيئاتك وكلام طويل من هذا النمط حتى قال ولن يسلمك الله من
القصاص أينما كنت والسلام فطوى محمد الكتابين وبعث بهما إلى علي بن أبي
طالب وفي ضمنهما يستنجده ويطلب منه المدد والرجال فرد عليه الجواب من عند
علي بن أبي طالب بالوصية والشدة ولم يمده بأحد ثم كتب محمد إلى معاوية
وعمرو كتابا خشن لهما فيه في القول ثم قام محمد في الناس خطيبا فقال أما
بعد فإن القوم الذين ينتهكون الحرمة ويشبون نار الفتنة قد نصبوا لكم
العداوة وساروا إليكم بجيوشهم فمن أراد الجنة فليخرج إليهم فليجاهدهم في
الله انتدبوا مع كنانة بن بشر فانتدب مع كنانة نحوا من ألفي رجل ثم خرج
محمد بن أبي بكر في ألفي رجل واستقبل عمرو بن العاص كنانة وهو على مقدمة
محمد وكنانة يسرح لعمرو الكتائب فلما رأى عمرو ذلك بعث إلى معاوية بن حديج
السكوني وفي رواية لما رأى عمرو كنانة سرح إليه الكتائب من أهل الشام
كتيبة بعد كتيبة وكنانة يهزمها فاستنجد عمرو بمعاوية بن حديج السكوني فسار