و فيه ابتدا السلطان بعمارة المدرسة و الجامع بحذاء بابي زويلة, و اخذ الاملاك المجاورة لخزانة الشمائل و هدها, و هذا الخزانة و انكشفت ارض و اسعه بعد شيل الاتراب, و كانت قد تجمعت هناك اتربة مثل الجبال, و رتب السلطان لرفعها جمالا و حميرا, و سمعب السلطان يقول: اعلق كل يوم خمسمائة عليق برسم رفع التراب و تحويله الى الكيمان, و عين لذلك ترابين كثيرة, و عين عجلات لنقل الحجارة الكبار من الخيل, و كان السبب في ذلك ان السلطان قد حبس و البق و الخوف ما لا يوصف, فلما راي ذلك ندر الله تعالى امن الله تعالى ان انجاه من هذا و ملكه في الديار المصرية يهد هذا الحبس, و يبنى موضعه مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى,و تقام فيه الصلوات, ثم لما خلصه الله تعالى من ذلك و تقلبت به الاحول حتى انتقال الى درجة السلطنة, فتسلطن و ملك الديار المصرية شرع في وفاء نذره, ولما شاور بعض ندمائه يريد ان يبنى مدرسة و جاما في القاهرة ليكون له تذكار كما فعله السلاطين الذين قبله اكثرهم ان ياخذ المستخرج الذي هو قبالة المدرسة البرقوقية ببين القصرين ليكون له مدرسة هناك بين مدارس السلاطين فلم يرض بذلك و قال: على نذر الله ان اهد خزانة الشمائل و ابنى مكانها مدرسة و جامع, و اريح الناس من هذا الموضع النحس الذي كل من يسمع به يدخل في قلبه رعب, فعند ذلك شرع, و فوض الامر في ذلك اولا لبعد الذين بن محب الدين الاستادار, ثم بعد مدة قرر على العمارة الامير ططر شادا و خلع عليه بذلك, فتولى امر العمارة و تولى بهاء الدين بن البرجي الناظر عليها, و قرر الشادين و المهندسين و المعلمين و الصناع و الكتبة و الرسل و البرددار, و اصرف عليه اموالا عظيمة, و لقد سمعت المؤيد يقول: انى اصرفت على هذه العمارة اربع مائة الف دينار, فاستغني بسببها ناس كثيرون, و عمروا عمائر كثيرة من مؤن المدرسة, و كان حفر اساسها يوم الخميس الرابع من جمادى الاخرى.

RDF (2)

crm:P140_assigned_attribute_to https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-metadata-quotation-7194
crm:P3_has_note و فيه ابتدا السلطان بعمارة المدرسة و الجامع بحذاء بابي زويلة, و اخذ الاملاك المجاورة لخزانة الشمائل و هدها, و هذا الخزانة و انكشفت ارض و اسعه بعد شيل الاتراب, و كانت قد تجمعت هناك اتربة مثل الجبال, و رتب السلطان لرفعها جمالا و حميرا, و سمعب السلطان يقول: اعلق كل يوم خمسمائة عليق برسم رفع التراب و تحويله الى الكيمان, و عين لذلك ترابين كثيرة, و عين عجلات لنقل الحجارة الكبار من الخيل, و كان السبب في ذلك ان السلطان قد حبس و البق و الخوف ما لا يوصف, فلما راي ذلك ندر الله تعالى امن الله تعالى ان انجاه من هذا و ملكه في الديار المصرية يهد هذا الحبس, و يبنى موضعه مسجدا يذكر فيه اسم الله تعالى,و تقام فيه الصلوات, ثم لما خلصه الله تعالى من ذلك و تقلبت به الاحول حتى انتقال الى درجة السلطنة, فتسلطن و ملك الديار المصرية شرع في وفاء نذره, ولما شاور بعض ندمائه يريد ان يبنى مدرسة و جاما في القاهرة ليكون له تذكار كما فعله السلاطين الذين قبله اكثرهم ان ياخذ المستخرج الذي هو قبالة المدرسة البرقوقية ببين القصرين ليكون له مدرسة هناك بين مدارس السلاطين فلم يرض بذلك و قال: على نذر الله ان اهد خزانة الشمائل و ابنى مكانها مدرسة و جامع, و اريح الناس من هذا الموضع النحس الذي كل من يسمع به يدخل في قلبه رعب, فعند ذلك شرع, و فوض الامر في ذلك اولا لبعد الذين بن محب الدين الاستادار, ثم بعد مدة قرر على العمارة الامير ططر شادا و خلع عليه بذلك, فتولى امر العمارة و تولى بهاء الدين بن البرجي الناظر عليها, و قرر الشادين و المهندسين و المعلمين و الصناع و الكتبة و الرسل و البرددار, و اصرف عليه اموالا عظيمة, و لقد سمعت المؤيد يقول: انى اصرفت على هذه العمارة اربع مائة الف دينار, فاستغني بسببها ناس كثيرون, و عمروا عمائر كثيرة من مؤن المدرسة, و كان حفر اساسها يوم الخميس الرابع من جمادى الاخرى.