Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 4: 94, 4 - 99, 14

Reference
4: 94, 4 - 99, 14
Text
تمر بغا بن عبد الله الأفضلي المدعو منطاش، الأمير سيف الدين، المتغلب على الديار المصرية، وصاحب الوقعة المشهورة
أصله من مماليك الملك الأشرف شعبان بن حسين وممن خاصكيته، ثم تأمر عشرة في أيام أستاذه إلى أن قتل الأشرف وتشتت مماليكه في البلاد، نفى منطاش هذا إلى البلاد الشامية، ودام بها إلى أن تسلطن الملك الظاهر برقوق طلبه إلى القاهرة فقدمها مع من قدم من المماليك الأشرفية، واستمر بخدمة الملك الظاهر برقوق ودام عنده إلى سنة سبع وثمانين وسبعمائة، اشتراه الملك الظاهر برقوق من أولاد أستاذه بوجه شرعي، وأعتقه وولاه نيابة ملطية في سنته، فتوجه إليها وأقام بها إلى سنة ثمان وثمانين وسبعمائة عصى على الملك الظاهر وخرج عن طاعته، وبلغ خبره الملك الظاهر برقوق، فأرسل بتوجه العساكر الحلبية صحبة نائبها الأمير يلبغا الناصري وغيرهم لقتال منطاش المذكور والقبض عليه، فلما توجهت العساكر إليه خرج هو من ملطية وقصد القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس، والتجأ إليه، فوافقه القاضي برهان الدين أحمد المذكور على العصيان، وضمه عنده بسيواس، فتوجهت العساكر الحلبية نحو سيواس في سنة تسعين وسبعمائة وحصروها، ووقع بين الفريقين حروب يطول الشرح في ذكرها، واستظهر العسكر الحلبى على أهل سيواس إلا أنهم لم يظفروا بأحد منها، ثم عادوا إلى حلب،و أرسل الأمير يلبغا الناصري يعرف الملك الظاهر بما وقع من أمر منطاش ووعده بأنه يعود إلى قتاله في القابل، وقال لا يعرف السلطان أمر منطاش إلا منى، فلم يأخذ برقوق كلامه بالقبول في الباطن، وأرسل يطلب الأمير ألطنبغا الجوبانى نائب دمشق إلى القاهرة، فلما وصل الجوبانى إلى خانقاة سرياقوس أرسل الظاهر قبض عليه وبعثه لحبس الإسكندرية، ثم أرسل الظاهر أيضا قبض على الأمير كمشبغا الحموي نائب طرابلس
فلما بلغ الناصري هذه الأخبار استوحش وخاف على نفسه من القبض عليه، ويفعل به كما فعل بغيره، فلم يجد بدا من موافقة منطاش والعصيان على الملك الظاهر، وأرسل بطلب منطاش إليه ، فحضر منطاش ودخل تحت طاعة الناصري، وانضم عليهم خلائق من الأمراء وغيرهم، وتوجه الجميع نحو الديار المصرية، ووقع ما حكيناه وما سنحكيه في غير موضع إن شاء الله تعالى
ولا زال أمر منطاش والناصري في إقبال وأمر برقوق في إدبار حتى قبضا عليه وحبس بحبس الكرك، وصار الناصري هو مدبر مملكة الملك المنصور حاجى وله الأمر والنهي
وصار منطاش المذكور كا حاد الأمراء الأكابر، وليس له من الأمر شيء ، فعظم ذلك على منطاش وأضمر الشر للناصري، وصار يمنعه من إثارة الفتنة عدم موجوده وقلة أعوانه إلى أن زاد به الأمر دبر حيلة، وذلك بأنه تمارض فدخل الأمير ألطنبغا الجو بأني يعوده في العشر الأوسط من شعبان سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، فقبض عليه منطاش وعلى غيره ممن دخل من أمراء الناصري لعيادته، ونهض منطاش من وقته، وأمر لجماعة من حواشيه بالطلوع إلى سطح مدرسة السلطان حسن وبالرمي على الناصري بسكنه بباب السلسلة، كل ذلك والناصري لا يكترث بذلك إلى أن عظم الأمر، وتناوشوا بالقتال وتراموا بالسهام، ثم قوى الرمي على باب السلسلة من مدرسة السلطان حسن، واستمر ذلك بينهم أياما، وكل يوم يقوى جانب منطاش إلى أن اجتمع عليه كثير من الجند، فلما رأى الأمير يلبغا الناصري أن أمره لا يزداد إلا شدة ركب من الإسطبل بنفسه بجموعة، ونزل من باب السلسلة ومعه أعيان الأمراء، ولا يشك أحد في نصرته والتقى مع منطاش، فلم يثبت الناصري غير ساعة وانكسر وانهزم إلى جهة بلبيس، وملك منطاش قلعة الجبل، وقبض على من استوحش منهم من الأمراء، ثم أحضر إليه الأمير يلبغا الناصري ممسوكا من بلاد الشرقية، فقيده وجهزه إلى ثغر الإسكندرية، وصحبته الأمير ألطنبغا الجوبانى فحبسا بالثغر المذكور، واستقر منطاش أتابك العساكر ومدبر المماليك كما كان الناصري وصار يمهد مملكته، ويقرب واحدا ويبعد آخر، وقبض على خلائق من اليلبغاوية والبرقوقية ممن كان الناصري أمنهم، وأنشأ خلائق ممن لا يؤبه إليهم، واستفحل أمره، ثم أرسل إلى دمشق بالقبض على نائبها الأمير بزلار العمري واعتقاله، واستقرار جردمر المعروف بأخي طازفي نيابة دمشق، واعتمد غير ذلك من التولية والعزل إلى أن بدا له أن يرسل إلى الكرك بقتل برقوق على يد الشهاب البريدي، فتوجه الشهاب إلى الكرك، فلم يسمع له ذلك، ووقع ما ذكرناه في ترجمة الملك الظاهر برقوق من خروجه من حبس الكرك ومساعدة نائبها له الأمير حسن الكجكنى، وقتل الشهاب البريدي وقدوم برقوق إلى دمشق، وخروج منطاش بالملك المنصور والعساكر المصرية لقتال الملك الظاهر برقوق
وكان خروج منطاش من الديار المصرية في ثاني عشرين ذي الحجة من سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، ومعه عدة من أعيان الأمراء كالجاليش، ثم تبعه السلطان الملك المنصور حاجي بمن معه، والخليفة والقضاة وغيرهم، وساروا الجميع إلى أن التقى منطاش مع الظاهر برقوق وحصل بينهما الوقعة المشهورة، فانكسر منطاش وانهزم إلى دمشق وانتصر الظاهر برقوق واستولى على الملك المنصور والخليفة والقضاة، ودخل منطاش إلى الشام، واحتفل لقتال برقوق ثانيا، فلم ينتج أمره، وعاد إلى دمشق وتحصن بها، وحصره الظاهر برقوق مدة أيام، ثم تركه وعاد إلى دمشق وتحصن بها، وحصره الظاهر برقوق مدة أيام، ثم تركه وعاد إلى الديار المصرية، وجلس على كرسي الملك، وأطلق الناصري والجوبانى وغيرهم ممن كانوا غرماءه في الأولى، ثم قبض عليهم منطاش وحبسهم حسبما ذكرناه، وأخلع على الجوباني بنيابة دمشق، وندبه لقتال منطاش واخراجه من دمشق، فتوجه الجوبانى بالعساكر إلى نحو دمشق، وبلغ خبرهم منطاش، فخرج منها لقتاله، وتقاتلا، فقتل الجوبانى في المعركة، ثم انهزم منطاش وتوجه إلى نعير لا ئذابه، فوافقه نعير وتوجه معه وصحبتهم عنقاء بن شطي أمير آل مرا إلى حلب، وبها نائبها الأمير كمشبغا الحموي، فحاصروها مدة، ثم رجعوا إلى بلادهم بغير طائل
واستمر منطاش عند نعير سنين، والملك الظاهر برقوق يتتبعه، ويرسل في كل قليل يطلبه، ونعير يسوف به من وقت إلى وقت إلى أن طال الأمر على نعير فقبض عليه وأرسله إلى الأمير جلبان قراسقل نائب حلب، فاعتقله المذكور بقلعة حلب وأرسل إلى الملك الظاهر برقوق يعرفه بذلك، فأرسل الملك الظاهر إلى منطاش من يعاقبه ويقرره على أموال الديار المصرية وعلى ذخائره، فلا زال تحت العقوبة حتى هلك بقلعة حلب، فقطعت رأسه وأرسلت إلى الديار المصرية، فعلقت على باب قلعة الجبل، ثم على باب زويلة، وله من العمر نحو أربعين سنة تقريبا، وكانت قتلته في سنة خمس وتسعين وسبعمائة
وفي هذا المعنى يقول الشيخ زين الدين طاهر
الملك الظاهر في عزه ... أذل من ضل ومن طآشآ
ورد في قبعته طائعا ... نعيرا العاصي ومنطاشا
Summary
Timurbughā al-ʾAfḍalī Minṭāsh
- mamlūk and khāṣṣakī of al-ʾAshraf Shaʿbān, ʾamīr 010
- after death of Shaʿbān banished to Bilād al-Shāmīya, when Barqūq becomes sulṭān asked to come to Cairo
- comes in khidma of Barquq until 787, becomes nāʾib of Malaṭīya
- revolts against Barqūq in 788, Barqūq sends army with al-Nāṣirī to fight and arrest Minṭāsh, fight in Sīwās between two groups
- arrest of several amirs by Barqūq, al-Nāṣirī joins Minṭāsh, Barqūq send to al-Karak
- al-Nāṣirī becomes mudabbi, Minṭāsh conspires against him
- description fight from roof madrasa al-Sulṭān Ḥasan against Bāb al-Silsila, Minṭāsh wins
- becomes ʾatābak ʿasākir and mudabbir mamālīk
- goes al-Karak to fight Barqūq in 791, Barqūq wins, Minṭāsh flees to Damascus
- wants to fight Barquq a second time, doesn’t work out, Minṭāsh is defeated, is punished and eventually murdered in the qalʿa of Aleppo, head cut off, send to Cairo, hung
- he was appr. 40 years

Related properties
30
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10137

Events (0)

Practice (0)

Places (0)