خُشْقَدَم بن عبد الله اليَشبُكيّ، الطواشي الرومي، الأمير زين الدين، مُقَدّم المماليك السلطانية في الدولة الأشرفية برسباي
أصله من خدام والدي ـ رحمه الله تعالى ـ اشتراه في نيابته بحلب، ثم قدّمه في جملة خدام و مماليك إلى أستاذه الملك الظاهر برقوق في سنة تسع و تسعين و سبعمائة، فأنعم به الملك الظاهر على مملوكه الأمير فارس حاجب الحجاب بالديار المصرية، ثم انتقل من ملك فارس المذكور إلى ملك الأمير يشبك الشعباني فأعتقه يشبك المذكور، و به عرف باليشبكي، و استمر خشقدم هذا في خدمة أستاذه يشبك إلى أن قتل هو و الأمير جاركس القاسمي المصارع بيد نوروز الحافظي بالقرب من بعلبك. في سنة عشرة و ثمانمائة عاد إلى خدمة والدي ـ رحمه الله ـ و صار عنده مقدم المماليك، و استمر على ذلك أن توفى والدي ـ رحمه الله ـ في نيابة الأخيرة بدمشق في سنة خمس عشرة و ثمانمائة، اتصل بخدمة السلطان الملك المؤيد، و صار من جملة الجمدارية الخاص، إلى أن جعله الملك الظاهر ططر نائب مقدم المماليك السلطانية فاستمر فيها سنين إلى أن نقله الملك الأشرف برسباي إلى تقدمة المماليك السلطانية بعد موت الأمير الطواشي افتخار الدين ياقوت الأرغون شاوي في سنة ثلاث و ثلاثين و ثمانمائة، و ولي النيابة من بعده الطواشي الرومي فيروز الركني، فاستمر خشقدم في وظيفته إلى أن توفى الملك الأشرف برسباي في سنة إحدى و أربعين و ثمانمائة، و تسلطنة ولده الملك العزيز يوسف من بعده. ثم وقع بين الملك العزيز و بين الأتابك جقمق ما حكيناه من خلع الملك العزيز و سلطنه جقمق المذكور، فكان خشقدم هذا من حزب الملك العزيز هو و نائبه فيروز. فلما تسلطن الملك الظاهر جقمق قبض عليهما مع من قبض عليه من الأمراء، و حبسهما بثغر الإسكندرية، فدام خشقدم هذا في الحبس مدة، ثم نقل إلى القدس، ثم إلى المدينة الشريفة، ثم عاد إلى القاهرة. و دام بها بطالا إلى أن توفى في شوال سنة ست و خمسين و ثمانمائة