علي بن عبد الله بن يوسف، القاضي علاء الدين البيري الحلبي، الأديب المنشئ الكاتب
نشأ بحلب، و برع في الإنشاء و الأدب، و خدم الملوك إلى أن اتصل بنائبها الأمير يلبغا الناصري و قبض على الظاهر برقوق و حبسه بالكرك في سنة إحدى و تسعين و سبعمائة، و صار الأمير يلبغا الناصري مدبر مملكة الملك المنصور حاجي و بيده العقد و الحل جعل المذكور في الإنشاء، و عظم قدره في تلك الأيام، و زادت حرمته إلى أن قبض منطاش على الناصري في السنة المذكورة، و حبسه بالإسكندرية إلى أن أطلقه برقوق بعد عوده إلى الملك و ولاٌه نيابة حلب - حسبما نذكره في محله إن شاء الله تعالى - أخلع السلطان على علاء الدين المذكور و استكتبه في الإنشاء حتى قدم القاضي علاء الدين علي بن عيسى الكركي من الكرك، و أقره السلطان في كتابة السر بالديار المصرية، و قام علاء الدين هذا بأعباء الديوان، و اختص بالظاهر في الظاهر، و في الباطن غير ذلك، حتى تمكن الملك الظاهر من الأمير يلبغا الناصري و قبض عليه بحلب و قتله بها، قبض على علاء الدين المذكور و حمله معه إلى القاهرة في الحديد، ثم أمر به فقتل خنقا في يوم الإثنين رابع عشرين شهر ربيع الأول سنة أربع و تسعين و سبعمائة
و كان فاضلا بارعا، له اليد الطولي في النظم و النثر و الترسل، و له تصانيف جيدة في ذلك منها تلوين الحريري من تكوين البيري يشتمل على ماله من منظوم و منثور، وله غير ذلك
و من شعره
أرى البدر لما أن دنا لغروبه والبس منه أزرق الماء أبيضا
توهم أن البحر رام التقامة فسل له سيفا عليه مفضضا
وله أيضا
شعر حبيبي فوق أردافه سود ليال القطع و الوصول بيض
يا سعره النامي و ياردفه أوقعتماني في الطويل العريض