Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 8: 285, 1 - 288, 5

Reference
8: 285, 1 - 288, 5
Text
عمر بن رسلان بن نُصير بن صالح ـ و صالح هذا أول من سكن بلقينة ابن شهاب بن عبد الحالق بن مُسافر بن محمد، شيخ الإسلام سراج الدين أبو حفص الكناني البُلقيني الشافعي
مولده في ليلة الجمعة ثاني عشر شعبان سنة أربع و عشرين و سبعمائة و أجاز له من دمشق: الحافظ أبو الحجاج المزي، و الحافظ أبو عبد الله الذهبي، و المسند أحمد بن علي الجزري في آخرين. و حفظ القرآن و هو ابن سبع سنين، ثم حفظ المحرَّر في الفقه، و الكافية لابن مالك في النحو، و مختصر ابن الحاجب في الأصول، و الشاطبية في القراءات، و أقدمه أبوه إلى القاهرة و له اثنتا عشرة سنة، في سنة سبع و ثلاثين و سبعمائة و طلب العلم، و اشتغل على علماء عصره، حتى أُذن له بالفتيا و هو ابن خمسة عشر سنة. و سمع من: الميدومي، و ابن كشتغدي، و غيرههما. و قرأ الأصول علي الشيخ شمس الدين أبي الثناء محمود الأصفهاني، و النحو على الشيخ أثير الدين أبي حَيَّان، و فاق الأقران
و كان قد اجتمع فيه شروط الاجتهاد على وجهها، ما رأي مثل نفسه في مذهبه، و انفرد في أواخر عمره برئاسة العلم، و أثنى عليه العلماء و هو شاب، كالشيخ تقي الدين السبكي، و الشيخ أثير الدين أبي حيّان، و غيرهما
و ولي إفتاء دار العدل في شهر ربيع الأخر سنة خمس و ستين و سبعمائة، و درَّس بزاوية الشافعي المعروفة بالخشابية من جامع عمرو بن العاص، و ولي قضاء دمشق في سنة تسع و ستين و سبعمائة، عوضا عن تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي و قدم دمشق بكرة يوم الأحد ثاني عشرين شهر رجب من السنة، و باشر القضاء مدة يسيرة، و عاد إلى القاهرة
و استمر يشتغل و يفتى و يدرس، و انتفع عامة الطلبة به، و أتته الفتاوي من الأقطار، و سافر إلى حلب في سنة ثلاث و تسعين و سبعمائة صحبة الملك الظاهر برقوق، و إشتغل بحلب، ثم عاد صحبة السلطان. و قد شاع ذكره في الممالك و عَظُم، و صار يجلس في مجلس السلطان فوق قُضاة القضاة، ثم سافر صحبة السلطان ثانيا إلى البلاد الشامية، و وصل إلى حلب، و درّس بتلك الممالك، ثم عاد صحبة السلطان إلى القاهرة و أكب على الإشتغال و التصنيف، و من مصنفاته شرحان علي الترمذي، و منها تصحيح المنهاج، لكنه لم يمكل، و فيه فوائد و نفائس، و كتب على المهمات أيضا، و له ضوابط و قواعد و مباحث و اختيارات
و كان أعجوبة زمانه في الحفظ و الإسنحضار
قال المقريزي: رأيت بخط الحافظ قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر ما صورته: قرأت بخط الشيخ برهان الدين المحدث أن الشيخ أخبره أنه أول ما سكن الكاملية طلب من الناظر بيتا، فلم يعطه، فجاء شخص فمدحه بقصيدة، قلت له: قد حفظتها من هذه المرة، قال الناظر: إن كان كذلك أعطتك بيتا: قال: فعرضتها عليه سردا، فأعطاني بيتا. قال البرهان: رأيته رجلا فريد دهره، لم تر عيناي أحفظ للفقه و الأحاديث الأحكام منه، و قد حضرت دروسه مرارا و هو يُقرئ في مختصر مسلم للقرطبي، يقرأه عليه شخص مالكي، و يحضر عنده فقهاء المذاهب الأربعة، يتكلم على الحديث الواحد من بكرة إلى قرب الظهر، و ربما أذّن الظهر و هو لم يفرع من الحديث الواحد. قال البرهان: و ما رأيت أحدا من العلماء الذين اجتمعت بهم في جميع البلاد إلا و يعترفون له بالعلم و الحفظ و كثرة الإستحضار. انتهى
قلت: و علم شيخ الإسلام غزير، و فضله كثير، و قد شاع ذكره في الأفاق، و بعد صيته في الأقطار، و صار يُضرب بعلمه المثل.و لا حاجة في الإطالة
و كان له نظم ليس هو بمقام علمه، و لكن هو نظم مّا، توفى نهار الجمعة قبل صلاة العصر بقليل يوم حادي عشر ذي القعدة سنة خمس و ثمانمائة بالقاهرة و صَلّى عليه ولده قاضي القضاة جلال الدين عبد الرحمن البلقيني صبيحة نهار السبت بجامع الحاكم، و دُفن بمدرسته التي أنشاها تجاه داره بحارة بهاء الدين، قال غير واحد
و قال المقريزي: و كانت وفاته في ليلة الجمعة عاشر ذي القعدة من السنة، هكذا نقلت من خطه، و الله اعلم انتهى
قلت ورثاه جماعة من طلبته و الشعراء، منهم تلميذه قاضي القضاة شهاب الدين بن حجر، و كان قد بلغه وفاته و هو واقف بعرفة من السنة المذكورة، فرثاه بقصيدة تزيد على مائة بيت، أولها
يا عين جودي لفقد البحر بالمطر أذر الدموع و لا تبقي و لا تدري
رحمه الله تعالى، و نفعنا ببركته، و بركة علومه في الدنيا و الأخرة
Summary
Sirāj al-Dīn ʿUmar al-Bulqīnī
- born in the night of Friday 12 Shaʿbān 724
- studying in Damascus only 7 years
- goes with his father to Cairo when he’s 12 in 737, studying,
- praised by al-ʿulamāʾ while he’s still young
- becomes muftī dār al-ʿadl in 765, mudarris in the zawīya al-khashābīya and in qāḍi l-quḍāt of Damascus in 769, goes to Damascus
- after a short while returns to Cairo, teaching
- accompanies Barqūq to Aleppo in 793, studying, returns
- becomes very important
- goes to al-Bilād al-Shāmīya with Barqūq a second time, teaches in Aleppo
- returns to Cairo, writes taṣnīf, list of his works.
- according to al-Maqrīzī: story about the excellence of his knowledge and teaching
- dies on Friday before the ṣalāt al-ʿaṣr on 11 Dhu l-Qaʿda 805 in Cairo, burried in the madrasa he build opposite of his house in the ḥārit Bahāʾ al-Dīn.
- according to al-Maqrīzī slightly different death date
- attendance on his funeral
Related properties
64
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10500

Events (0)

Practice (0)

Places (0)