كافور بن عبد الله الصرغتمشي، الأمير زين الدين الطواشي الرومي الزمام
هو من عتقاء الأمير منكلي بغا الشمسي، و أظن أن منكلي بغا ملكه بعد قتل صرغتمش الأشرفي، فإنه كان ينسب لصرغتمش
كان كافور المذكور أصيلا في بيت السلطان، خدم عند الملك الظاهر برقوق بواسطة زوجته خوند هاجر بنت منكلي بغا الشمسي في أوائل سلطنته، و استمر من جملة الخدام الكبار في دولة الملك الناصر فرج بن برقوق إلى سنة عشرة و ثماني مائة طلبه الملك الناصر و أخلع عليه باستقراره زمام الدور السلطانية في ذي الحجة - بعد موت الأمير الطواشي مقبل الرومي الزمام - و استمر كافور في وظيفته إلى عن عُزل بالطواشي كافور الهندي المؤيدي شيخ في حدود سنة أربع و عشرين و ثماني مائة، ثم أُعيد بعد مدة يسيرة إلى وظيفته، و استمر فيها إلى أن توفى بالقاهرة في يوم الأحد خامس عشرين شهر ربيع الآخر سنة ثلاثين و ثماني مائة، و سنه نيف و ثمانين سنة. و كان قصيرا رقيقا، و مات بعد أن كبر واحْدَوْدَبَ، و كان مغرما بالعمائر، أنشأ تربته بالصحراء، معروفة به، و غرم عليها أموالا كثيرة، و جعل فيها خطبة، و قرر فيها صوفية، و وقف عليها عدة أوقاف، و كان يحبها حُبا عظيما و يغضب ممن يسميها تربة، و كان لا يزال يزخرفها و يجدد ما تلف من الزخرفة، ثم أنشأ مدرسة أخرى بحارة الديلم من القاهرة، و بها أيضا خطبة و صوفية، و له عدة عمائر أخر. و كامن شحيحا بالصدقة كريما في العمائر، كان يدخل المعلم عنده في يعمارته بالأصاغر من الصناع الذين لا يحسنون العمل، فيعمل الواحد منهم ربع ما يعمل غيره، ثم يطلب المعلم في آخر النهار أجرته بالكامل، فيعطيه مع علمه بقلة عمله، و كان يُفْعَل معه ذلك دواما، و هو يصرف لهم الأجرة، و كان يكثر الجلوس عند المعمارية فيمر به الفقير يسأله في الترد اليسيرة فيقول له يفتح الله عليك، و يكون كيسه فيه الفضة فلا يخرجه إلاَّ إلى آخر النهار و يصرف منه ما شاء الله تعالى أن يصرف إلى المعمارية، و كان هذا دأبه، رحمه الله تعالى