كمشبغا بن عبد الله الأشرفي الخاصكي، الأمير سيف الدين
أحد خواص الملك الأشرف شعبان بن حسين و مماليكه، و قيل إن الملك الظاهر برقوق اشتراه بعشرين ألف درهم من ورثة الأشرف أو غيرهم لما تسلطن و أعتقه. قلت: و على كل حال كان خصيصا عند الأشرف شعبان إلى الغاية، ثم ترقى في الدولة الظاهرية برقوق إلى أن بقى من جملة أمراء الطبلخانات و رأس نوبة، و دام على ذلك إلى أن أرسل الملك الظاهر برقوق تجريدة إلى ثغر دمياط في سنة تسعين و سبعمائة كان كمشبغا هذا في جملة من توجه إلى الثغر مع التجريدة، ثم بلغ الملك الظاهر عنه ما أوغر خاطره عليه، فنفاه من دمياط إلى طرابلس، فأقام كمشبغا بطرابلس إلى أن عصى الناصري و منطاش على الملك الظاهر برقوق انضم عليهما كمشبغا هذا لما في نفسه من برقوق، و وافقهما على محاربة برقوق إلى ملكا الديار المصرية و صار الناصري هو المدبر استقر بكمشبغا هذا في نيابة قلعة الروم، فتوجه إليها و هو غير منشرح الصدر فإنه كان يؤمل غير ذلك، فلما خرج الملك الظاهر برقوق من حبس الكرك إلى البلاد الشامية و وافقه الأمير الكبير كمشبغا الحموي نائب حلب بادر كمشبغا هذا لما في نفسه من برقوق، و وافقهما على محاربة برقوق إلى ملكا الديار المصرية و صار الناصري هو المدبر استقر بكمشبغا هذا في نيابة قلعة الروم، فتوجه إليها و هو غير منشرح الصدر فإنه كان يؤمل غير ذلك، فلما خرج الملك الظاهر برقوق من حبس الكرك إلى البلاد الشامية و وافقه الأمير الكبير كمشبغا الحموي نائب حلب بادر كمشبغا هذا أيضا بالمجئ إليه و موافقته، فلما عاد الملك الظاهر برقوق إلى ملكه عرف له ذلك و أنعم عليه و أحسن إليه، و لا زال يُرقيه حتى جعله أمير مائة و مقدم ألف بديار مصر و أمير مجلس، ثم أخلع عليه باستقراره في نيابة دمشق - بعد موت الأمير سودون طرنطاي ـ في أول شهر رمضان سنة أربع و تسعين و سبعمائة، فلم تطل مدته بدمشق و توفى بها في أوائل محرم سنة خمس و تسعين و سبعمائة، و اتهم أنه اغتيل بالسم، و الله أعلم
و كان مليح الشكل، معتدل القد، تركى الجنس، يُضرب بحسنه المثل، و كان شجاعا مقداما مهابا متكبرا، يتبختر في مشيته تيها و عجبا، حدثني غير واحد ممن رآه يمشي أمام الملك الظاهر برقوق و الأمراء قد هرولوا و بقي هو و برقوق خلفه، و هو يمشي على هينته و الظاهر يمشي على مشيته
و ولى نيابة دمشق من بعده الأمير تنبك الحسني المدعو تنم، رحمه الله تعالى