Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 1: 104, 6 - 112, 8

Reference
1: 104, 6 - 112, 8
Text
إبراهيم بن عبد الرزاق، القاضي الأمير سعد الدين بن علم الدين - بن شمس الدين - الشهير بابن غراب
أصله من أولاد الكتبة الأقباط بالإسكندرية، ثم اتصل بخدمة الأمير محمود بن علي الأستادار واختص به حتى صار عارفا بجميع أحواله، ثم بسفارته ولي نظر الخاص عوضا عن سعد الدين أبي الفرج بن تاج الدين موسى وذلك في يوم الخميس تاسع عشر ذي الحجة سنة ثماني وتسعين وسبعمائة، وعمره إذ ذاك دون العشرين سنة، ولما استفحل أمره أخذ في المرافعة في أستاذه الأمير محمود الأستادار في الباطن، ولازال على ذلك حتى قبض عليه الملك الظاهر برقوق وصادره، وأجرى عليه أنواع العذاب وانتدب سعد الدين هذا في محاققته، وإظهار خباياه، وصار أشد الناس عليه، ولازال على ذلك حتى هلك محمود تحت العقوبة
حدثني بعض خواص محمود من خدمه قال: كان أستاذنا - يعني محمود - لما صودر ينظر في وجه سعد الدين ويبكي قهرا منه. انتهى
ولما هلك محمود يوم الأحد تاسع شهر رجب سنة تسعة وتسعين وسبعمائة، صار سعد الدين خصيصا عند الملك الظاهر برقوق إلى أن توفي سنة إحدى وثمانمائة، وتسلطن من بعده ابنه الملك الناصر فرج، خلع عليه بنظر الجيش بديار مصر مضافا لما بيده من نظر الخاص وغيره، ثم استقر بأخيه فخر الدين ماجد في الوزر، وصار هو صاحب الحل والعقد في الدولة إلى تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وثمانمائة قبض عليهما وأحيط بموجودهما، وخلع على القاضي بدر الدين محمد الطوخي واستقر في الوزر عوضا عن فخر الدين ماجد بن غراب، وعلى شرف الدين محمد بن الدماميني، واستقر في نظر الجيش والخاص معا، عوضا عن سعد الدين صاحب الترجمة، وتسلمها الأمير أزبك رأس نوبة، ثم نقلا إلى بيت الأمير قطلوبغا الكركي شاد الشراب خاناه، فأقاما عنده إلى يوم السبت ثامن عشرينه أفرج عنهما وخلع عليهما بوظائفها كما كانا أولاد وسلم إليهما الوزير الطوخي وابن الدماميني، فصار الطالب مطلوبا، فلم يؤاخذ سعد الدين القاضي شرف الدين بن الدماميني على فعله، بل أفرج عنه واستقر به قاضي قضاة الاسكندرية
ولما خلع عليه بقضاء الاسكندرية نزل سعد الدين بن غراب وأخوه في خدمته إلى داره، واستمر سعد الدين في وظيفتي الجيش والخاص إلى أن أمسك الأمير يشبك الشعباني الدوادار وسجن بثغر الاسكندرية، اختفى سعد الدين، ثم اختفى أخوه فخر الدين ماجد
وكان فخر الدين قد عزل من الوزر قبل تاريخه بأبي كم بمدة يسيرة، فلما تسحبا أضيف لعلم الدين أبي كم الوزير نظر الخاص عوضا عن سعد الدين المذكور، وخلع على سعد الدين أبي الفرج بن بنت الملكي صاحب ديوان الجيش، واستقر في نظر الجيش عوضا عن سعد الدين أيضا، وسار سعد الدين متوجها إلى تروجة ومعه مثال سلطاني باستخراج الأموال، ومسيرهم معه إلى الاسكندرية لإخراج يشبك الشعباني والأمراء من السجن بها، ثم توجه إلى الاسكندرية وجمع الزعران وحرضهم على قتل نائب الإسكندرية، فلم ينتج أمره، وأرسل طلب الأمان فكتب السلطان، والأمير جكم من عوض الدوادار لم يكتب، ما خلا جميع الأمراء فإنهم كتبوا له، فلما وصل إليه الأمان قدم إلى القاهرة ليلا ونزل عند صديقه جمال الدين يوسف البيري أستادار بجاس، وهو يومئذ استدار الأمير سودون طاز أمير آخور، فتحدث له جمال الدين مع أستاذه سودون طاز وأوصله إليه فأكرمه وأنزله عنده يومي الثلاثاء والأربعاء، واسترضى له الأمراء، وأحضره يوم الخميس ثالث عشرين ذي الحجة سنة ثلاث إلى مجلس السلطان فقبل الأرض، وخلع عليه باستقرار في الاستادارية، ونظر الجيش ونظر الخاص، ونزل إلى بيت الأمير جكم فمنعه من الدخول ورده، فلا زال سعد الدين حتى دخل إليه بعد أيام في خدمة الأمير سودون من زاده، وقبل يده وهو لا يلتفت إليه، والتزم عند استقراره بتتمة النفقة، فأعطى كل مملوك ألف درهم، وعندما نزل من القلعة أدركه عدة من المماليك السلطانية ورجموه فرمى بنفسه إلى الأمير نوروز الحافظي مستجيرا به، فأصلح الأمير نوروز أمره، ومشى حاله إلى شهر ربيع الأول سنة أربع، ورغب لأخيه فخر الدين عن نظر الخاص، واستمر على حاله إلى سنة خمس، فلما كان في حادي عشرين شعبان تفاوض مع الأمير سودون الحمزاوي بالكلام في مجلس السلطان، وأغلظ كل منهما على الآخر ونزلا، فعندما نزل سعد الدين من القلعة تجمع عليه عدة من المماليك السلطانية وضربوه بالدبابيس حتى سقطت عمامته عن رأسه، وسقط إلى الأرض فحملوه إلى باب السلسة، وقد احتمى بالأمير إينال باي أمير آخور، ثم توجه إلى داره وانقطع عن الخدمة أياما، ثم ركب واستمر إلى ثاني عشر شهر رمضان، قبض عليه وعلى أخيه فخر الدين واعتقلاه بالزردخانة، وخلع على تاج الدين أبي بكر بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر بن محمد الدماميني السكندري، واستقر في نظر الجيش عوضا عنه، وخلع على تاج الدين عبد الله بن الوزير سعد الدين نصر الله بن البقري واستقر في نظر الخاص عوضا عن أخيه فخر الدين، وتسلمهما ابن قايماز، فضرب فخر الدين ضربا مبرحا، وأهان سعد الدين حتى أخذ خطه بألف ألف درهم، وأخذ خط فخر الدين بثلاثمائة ألف ثم نقلا إلى الأمير يلبغا السالمي ليقتلهما، فلم ينتقم السالمي منهما، وخاف سوء العاقبة، وعاملهما بالإكرام، ولا زال يسعى في أمرهما حتى تخلصا، فلما انتصبا عاملا السالمي بخلاف ذلك، واستمر سعد الدين المذكور إلى شهر ربيع الأول سنة ست وثمانمائة خلع عليه باستقراره في وظيفتي الاستادارية ونظر الجيش، وعزل ابن قايماز عن الاستادارية، واستمر سعد الدين على ذلك إلى أن وقع للأمير يشبك ما وقع، وانهزم إلى الشام، توجه سعد الدين هذا معه، ثم قدم أيضا صحبة الأمراء في وقعة السعيدية، ودخل القاهرة لما دخلها الأمير يشبك المذكور متخفيا وترامى على الأمير إينال باي ووعد السلطان بمبلغ ستين ألف دينار، وتعصب له الأمير جمال الدين الاستادار، فخلع عليه واستقر مشيرا، وعلى أخيه وزيرا، فاستمر على ذلك إلى أن فر الملك الناصر فرج واختفى عنده في يوم الأحد خامس شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانمائة، واستمر الناصر عنده متخفيا إلى أن ظهر وجرى من أمره ما سنحكيه في غير موضوع، وعاد إلى ملكه وخلع على سعد الدين واستقر به رأس مشورة بعد أن أنعم عليه بأمرة مائة وتقدمة ألف بديار مصر، ولبس سعد الدين الكلفتاه وتقلد بالسيف وترك زي الكتاب
حدثني بعض خواص سعد الدين قال: لما نزل من الخدمة بزي الأمراء سألني بأن قال يا فلان هذه الصفة أحسن أم تلك الصفة؟ فقلت له: لا والله تلك الصفة أحسن وأجمل وأليق بك، فلم يرد الجواب، انتهى
قلت: ولما نزل سعد الدين إلى داره لم يركب بالكلفتاه بعد أول مرة، ومرض ولزم الفراش إلى أن توفى ليلة الخميس تاسع عشر شهر رمضان سنة ثمانمائة، ولم يبلغ الثلاثين سنة
وكان شابا جميلا كريما جوادا. ممدحا، رئيسا نالته السعادة في مباشرته، وكان يميل إلى فعل الخير والصدقة لا سيما في الوباء الذي كان في سنة ستة وثمانمائة، فإنه فعل فيه من الخيرات، ما هو مشهور عنه، قيل أنه منذ ولي الوظائف السنية إلى أن مات ما دخل عليه مملوك من المماليك السلطانية في حاجة - كبيرا كان أو صغيرا - إلا وسقاه السكر المذاب ثم يأخذ في قضاء حاجته، رحمه الله تعالى
Summary
Saʿd al-Dīn b. Ghurāb
- originally from a Coptic family of clerks in Alexandria
- comes in khidma of Maḥmūd b. ʿAlī al-ʾUstādār, becomes nāẓir khāṣṣ in 798, he was les then twenty at that time, in secret assisted by his ʾustādh
- Maḥmūd arrested by Barqūq, tortured by Saʿd al-Dīn, dies under this severe torture in 799
- Saʿd al-Dīn becomes khāṣṣ of al-Ẓāhir Barqūq until he dies, his son becomes al-Nāṣir Faraj becomes sulṭān, he becomes nāṣir jaysh besides being nāẓir khāṣṣ and other then that, appoints his brother Mājib as wazīr
- in 802 arrested, freed, frees Sharaf al-Dīn b. al-Damāminī, appojnts him as qāḍī quḍāt of Alexandria
- when Yashbak al-Shaʿbānī is arrested Saʾd al-Dīn and Fakhr al-Dīn go in hiding
- mansabs given to other
- goes to Tarūja, goes to Alexandria to free Yashbak al-Shaʿbāni and other ʾamīrs
- asks ʾamān from sulṭān, gets ʾamān, goes to Cairo to al-Bīrī, goes to sulṭān appointes as ʾustādār, nāẓir jaysh and nāẓir khāṣṣ
- attacked by mamālīk sulṭānī, seeks refuge with Nawrūz al-Ḥāfiẓī, resolves his case
- wants his brother to become nāẓir khāṣṣ, negotiates with Sūdūn al-Ḥamzāwī, are rude
- attacked by mamālīk sulṭānī, had sought protection with ʾĪnāl Bāy
- arrested together with his brother, handed over to Ibn Qāymāz, tortured, has to pay
- send to Yalbughā al-Sālimī to kill them, doesn’t take revenge on them, treats them with respect, becomes in 806 ʾustādār and nāẓir jaysh again
- incident of Yashbak, flees to al-Shām, Saʿd al-Dīn goes with him
- Yashbak and Saʾd al-Dīn enter Cairo in fear, promise to pay sum to sulṭān, Jamāl al-Dīn sides with him, becomes mushīr
- al-Nāṣir Faraj flees and hides in 808, returns, saʿd al-Dīn appointed as raʾs mashūra after being appointed as ʾamīr 100
- story about his dress
- becomes sick and dies in the night of thursday 19 Ramaḍān 808, being not even 30
- description of personal characteristics





Related properties
45
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10594

Events (0)

Practice (0)

Places (0)