محمد بن رجب بن محمد بن كَلْ بَك، الأمير الوزير، التركماني الأصل، المصري، الشهير بابن كَلْ بك
كان شابا جميلا، حسن الهيئة، و هو ممن توفى بغير نكبة، ولاّه الملك الظاهر برقوق شاد الدواوين بعد ابن آقبغا آص في ثامن شهر رمضان سنة اثنتين و تسعين و سبعمائة، ثم عزل بابن آقبغا آص أيضا في ذي الحجة من السنة، و عوض عن شد الدواوين بشد الدواليب الخاص، عوضا عن خاله محمد بن الحسام بحكم انتقاله إلى الوزارة، فباشر مدة و قبض عليه و صودر و أُلزم بحمل مائة و سبعين ألف درهم، فحمل منها نحو المائة ألف درهم و أفرج عنه إلى أن ولاًّه الملك الظاهر الوزارة، عوضا عن الوزير موفق الدين يوم الاثنين رابع عشر شهر ربيع الأخر سنة ست و تسعين و سبعمائة، و أنعم السلطان عليه يوم ولي الوزارة بإمرة مائة و تقدمة ألف، ثم أخلع السلطان على جماعة من الوزراء البطالين بوظائف في الدولة تحت يد المذكور تعظيما له، و صار الجميع في خدمته، فاستقر الوزير سعد الدين نصر الله بن البقري ناظر الدولة، و استقر الصاحب كريم الدين بن الغنام في نظر البيوت، و استقر الصاحب علم الدين سنّ إبرة في استيفاء الدولة، شريكا للوزير تاج الدين عبد الرحيم بن أبي شاكر، و نزل الجميع في خدمته، و باشروا بين يديه، كما كانوا بين يدي خاله الأمير الوزير ناصر الدين محمد بن الحسام الصفوي، و باشر المذكور بحرمة وافرة، و نالته السعادة
و استمر في الوزر إلى أن توفى يوم الجمعة سادس عشرين صفر سنة ثمان و تسعين و سبعمائة، رحمه الله تعالى
و كان الشيخ تقي الدين المقريزي يسميه: ابن كلفت لعدم معرفته باللغة التركية، و صوابه كل بك يعني نعال أمير، و كلفت ليس له معنى إلا إن كان بالسرياني. انتهى