محمد بن لاجن، الأمير الوزير ناصر الدين بن الأمير حسام الدين الصقري المنجكي الشهير بابن الحسام
مولده بالقاهرة و بها نشأ و ترقى إلى أن ولي شد الدواوين و الوزر و عدة وظائف، و كان له ثروة و حشم و كلمة في الدولة و عظمة زائدة، و لما ولي الوزارة في سنة اثنتين و تسعين و سبعمائة عوضا عن الموفق أبي الفرج رسم له بإعادة بلاط الدولة على عادة الوزير شمس الدين كاتب أرنان و أن لا يكون معه شريك و لا مشير و التصرف له، و أن يستخدم جميع الوزراء المنفصلين قبل ولايته في المباشرة تحت يده، فلما نزل إلى داره استدعى الوزراء، فقرر الوزير شمس الدين المقسي في نظر الدولة و الوزير علم الدين سن إبرة شريكا له، و الوزير سعد الدين بن البقري في نظر البيوت و استيفاء الدولة، و الوزير موفق الدين أبا الفرج في استيفاء الصحبة، و الوزير فخر الدين بن مكانس في استيفاء الدولة شريكا لابن البقري، و صار الجميع في خدمته و تحت أوامره
و من العجب أن ابن الحسام هذا كان أولا دوادارا لابن البقري - أيام كان يلى نظر الخاص - لا يبرح ليلا و نهارا قائما بين يديه، و الآن صار ابن البقري يقف بين يدي ابن الحسام في وزارته و يتصرف بأمره و نهيه، اننهى
و نال ابن الحسام سعادة كبيرة في وزارته، و لقب بوزير الوزراء، و لا زال على ذلك حتى مرض و توفى بعد مدة في ثالث عشر صفر سنة أربع و تسعين و سبعمائة، عفا الله عنه