مُقْبِل بن عبد الله الحسامي، الدوادار الكبير، ثم نائب صفد، الأمير زين الدين
أصله من مماليك بعض أمراء دمشق، ثم اتصل بخدمة الملك المؤيد شيخ، لما كان أميرا، فلما تسلطن شيخ جعله خاصكيا ولا زال يرقيه حتى ولي الدواداوية الكبرى بعد جقمق الأرغون شاوي، لما ولي نيابة دمشق بعد سنة عشرين وثمانمائة، فباشر الدوادارية إلى أن توفى الملك المؤيد وتسلطن ولده الملك المظفر أحمد، وصار ططر مدبر مملكته، وقبض على الأمير قجقار القردمي أمير سلاح وغيره، تخوف مقبل هذا وخرج من القاهرة فارا إلى دمشق، وصحبته السيفي يَلْخَجا من مامِش الساقي بمن معهما، فخرجا من القاهرة، واجتازا بخانقاة سرياقوس، وقصدا الطينة بمن معهما، ففطن بهما العربان أصحاب الإدراك واجتمعوا، وحاربوا مقبل المذكور ومن معه، واستمر القتال بينهم إلى أن وصل مقبل المذكور إلي الطينة، فوجد غرابا مُهَيّأ للسفر، فركب فيه بمن معه، ونهب العرب جميع خيولهم وأثقالهم، وقصد مقبل البلاد الشامية إلى أن لحق بالأمير جقمق الدوادار نائب دمشق، وانضم عليه، وصار من حزبه إلى أن إنهزم جقمق إلى الضبيبة وقُبض عليه، أُمسك مقبل هذا أيضا وحُبس مدة، ثم أُطلق وأُنعم عليه بإمرة مائة وتقدمة ألف
واستمر إلى أن نقله الملك الأشرف برسباي إلى نيابة صفد، بعد عصيان نائبها الأمير إينال الظاهري في سنة سبع وعشرين وثمانمائة
فاستمر مقبل هذا في نيابة صفد سنين إلى أن توفى بها في يوم الجمعة تاسع عشرين شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين وثمانمائة
وكان رومي الجنس، مشهورا بالشجاعة وحسن الرمى، وعنده كرم وحشمة، رحمه الله تعالى