نصر الله بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل، المعروف بالشيخ نصر الله العجمي، الحنفي، الأنصاري، البخاري، الروياني الكجوري
ولد بكجور، إحدى قري رويان من بلاد العجم، في سنة ست وستين وسبعمائة تقريبا، ونسبته إلى أنس بن مالك، بذكره
قدم القاهرة بعد الثمانمائة، على قدم التجريد، وصحب الأمراء والأكابر، وصحب الوالد، رحمه الله تعالى، وهو الذي نوه بذكره حتى صار له سمعة، وحصل له قبول زائد، ونالته السعادة،وجمع الكتب النفيسة، وكان يكتب الخط المنسوب، ويتكلم في علم التصوف على طريقة ابن عربي، قدس الله روحه، وله مشاركة في عدة فنون، وفضيلة تامة، لا سيما في علم حرف وما أشبه ذلك، وكان له تصانيف كثيرة قي عدة فنون
وكان يتحف الوالد بالهياكل والخواتم، و صنع مرة للوالد خاتما، يضعه الشخص على الثعبان يفر منه أو يموت، فأعجب الوالد إعجابا كثيرا، وأنعم عليه برزقة في بر الجيزة نحو المائة فدان، وأظنها إلى الآن وقفا على زوايته بقرب خان الخليلي
وكانت له وجاهة في الدولة، وعُيّنَ لكتابة السر بالديار المصرية، في الدولة الناصرية فرج، لمعرفته بالألسن الثلاثة: العربية والعجمية، والتركية
ولم يزل وافر الحرمة إلى أن توفى بالقاهرة في ليلة الجمعة سادس شهر رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة، ودُفن بداره، وأوصى أن تكون من بعده زواية، فوقع ذلك، وفتح لها شباكا على الطريق بالقرب من خان الخليلي بالقاهرة، انتهى