نُعير، واسمه محمد بن حِيار بن مُهَنَّا بن مانع بن حُديثة بن غُضَيَّة بن فضل بن ربيعة بن حازم بن علي بن مفرج بن جراح بن شبيب بن مَسْعود بن سعيد بن حريث بن السكن بن رُفيع بن رافع بن حوط بن عمرو بن خالد بن معدان، وقيل مَعْبد، بن عدي بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غَنْم بن ثوب بن معن بن عَتود بن عُنَين بن سلامان بن ثُعَل بن عمرو بن الغَوث بن طيءٍ بن أدَد، الأمير ناصر الدين، أمير آل فضل وهو من آل عيسى
وآل عيسى عدة بيوت، بيت حديثة بن عيسى، وأميرهم وأمير آل فضل نعير هذا، وآباؤه من قبله، ثم بيت فضل بن عيسى وكانت الإمرة فيهم إلى سيف بن فضل، ثم بيت حارث بن عيسى، وكانت الإمرة فيهم لقناة بن حارث، وأما أولاد محمد ابن عيسى، وأولاد حُديثة بن عيسى، وآل هبة بن عيسى، فإنهم أتباع
وكانت إمرة العرب أولا بالشام في بني الجراح بن شبيب بن سعود، ومنهم بدر بن حازم بن علي بن مُفرج بن ذُغفل بن جراح وحسان بن علي بن مفرج، وغيرهما، ممن كان في الدولة الفاطمية، وكانوا يترلون فلسطين، وكان مفرج بن ذُغفل من جملة إقطاعه رملة لد، وهو الذي قبض على افتكين مولى بني بويه، لما انهزم مع مولاه باختيار بالعراق وقدم إلى الشام في سنة أربع وستين وثلاثمائة وملك دمشق وزحف مع القرامطة لقتال العزيز بالله نزار بن المعز،فهزمه العزيز، ذكرنا ذلك كله في تراجم الخلفاء في كتابنا المسمى مورد اللطافة في ذكر من ولي السلطنة والخلافة
ومن بني خراح بنو ربيعة بن حازم، وينتهي نسبه إلى سميع، وسميع هذا يزعمون - العرب - أن العباسة أخت هارون الرشيد أمه من جعفر بن يحيى البرمكي، وليس هو بصحيح
وذكر العماد الأصبهاني الكاتب: أن الأمير كان في أيام العادل عيسى بن محمد، ابن ربيعة، ثم كان بعده مانع بن حُديثة بن غضية
وقيل: إن أول من ولي الإمرة من آل فضل حُديثة بن غُضية في أيام العادل أبي بكر بن أيوب، إلى أن قَسّم الملك الكامل محمد ابنه - الإمرة بين مانع بن حديثة وبين غنّام ابن طاهر
فلما مات مانع سنة ثلاثين و ستمائة انتقلت الإمرة إلى أبي بكر بن علي بن حُديثة وعظم، وقضيته مع الظاهر ببيبرس البندقداري مشهورة، ذكرناها في ترجمة مهنا بن عيسى، ولما دخل الملك المظفر قطز إلى دمشق، بعد وقعة عين جالوت، ورتب أمور الشام، أخذ من أعمال المنصور، صاحب حماة، سلمية وأعطاها مَهَنّا بن مانع، فما تسلطن بيبرس البندقداري عزل أبا بكر بن عيسى لما في نفسه منه، وولّي عيسى بن مهنا لما فعله معه، وعظم قدره، ومات أبو بكر شريدا، وقبض السلطان على زامل بن علي أمير آل على رضا لعيسى، واستمر عيسى في الإمرة حتى مات سنة ثلاث وثمانين و ستمائة. فولّى المنصور قلاوون بعده ابنه مهنَّا بن عيسى إلى أن قبض عليه الملك الأشرف خليل بن قلاوون، وقبص معه على ابنه موسى و أخويه محمد و فضل بني عيسى، فسجنوا بقلعة الجبل حتى أفرج عنهم العادل كتبغا في سنة أربع وتسعين وستمائة، وأعاد مُهنا إلى إمرته
ثم كانت له مع الناصر محمد بن قلاوون حوادث وأمور، وولّي عوضه أخاه فضل بن عيسى في سنة ثنتي عشرة وسبعمائة واستمر مهنا شريدا مدة، ثم رَدَه إلى إمرته في سنة سبع عشرة، ثم تنكر الناصر على آل فضل في سنة عشرين وسبعمائة وطرده من الشام، وولي محمد بن أبي بكر، فأقام مهنا طريدا إلى سنة إحدى وثلاثين، قدم على السلطان مع الملك الأفضل بن المؤيد صاحب حماة، فأكرمه وأعاده إلى إمرته، فاستمر إلى أن توفى في ثامن عشر ذي القعدة سنة أربع وثلاثين وسبعمائة
ولي بعده ابنه مظفر الدين موسى بن مهنا، ومات أميرا في سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة
فولي بعده شرف الدين عيسى ابن عمه فضل بن عيسى، ومات سنة أربع وأربعين وسبعمائة
فولي بعده أخوه سيف بن فضل، وعُزل سنة ست وأربعين بأحمد بن مهنا، ومات أحمد بن مهنا سنة تسع وأربعين
وولي بعده أخوه فياض، ومات سنة اثنتين وستين
فولي بعده أخوه حيار بن مهنا، وخامر غير مرة، وولّى الأشرف شعبان عوضه أميرا ابن عمه زامل بن موسى بن عيسى، فعاث حيار وقاتل قشتمر نائب حلب، وقتل قشتمر في الوقعة، ثم ولي مُعيقل ابن عمه فضل بن عيسى، و طلب له الأمان معيقل وقدم القاهرة سنة خمس وسبعين وسبعمائة، وأُعيد إلى الإمرة حتى مات سنة سبع وسبعين وسبعمائة
وولي عوضه أخوه قارا إلى أن مات سنة إحدى وثمانين وسبعمائة
وولي بعده معيقل بن فضل ثانيا وزامل بن موسى شريكين حتى عزلا، وتولى نعير هذا - صاحب الترجمة - حتى مات