أبو بكر بن سُنقر، ابن أخي بهادر الجمالي، الأمير زين الدين، وقيل: سيف الدين
نشأ في الدولة الظاهرية برقوق، وصار من جملة أمراء الألوف، وصاحب ميسرة بالديار المصرية، واستمر ملازما للظاهر برقوق إلى أن خلع الظاهر من ملكه، لما غلبه الناصري ومنطاش على الديار المصرية، بعد أن فر عن برقوق جميع أعوانه، ما عدا: ابن سنقر هذا، وسودون النائب، وتمربغا المنجكي، وبيبرس الثمان تمربي، ومنكلي الطواشي مقدم المماليك السلطانية، وشيخ الصفوي، فلما رأى الظاهر برقوق أمره في إدبار أرسل أبا بكر هذا و بيدمر المنجكي - شاد القصر - بمنجاة الملك إلى الناصري ليأخذوا له الأمان، من الناصري، فسارا إلى الناصري واجتمعا به خلوة، فأمنه الناصري على نفسه، وأمره بالاختفاء
ثم وقع لأبي بكر هذا أمور وحوادث، منها: أن الناصري لما ملك الديار المصرية أخلع على أبي بكر هذا باستمراره على عادته أولا فاستمر على ذلك مدة يسيرة وقبض عليه مع من قبض عليه من حواشي برقوق، نذكرهم، وإن كان ليس لذكرهم محل، فلا بد من فائدة
حدثني الشيخ تقي الدين المقريزي، ومن خطه نقلت، قال: وفي ثامنه - يعني في ثامن جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وسبعمائة - اجتمع الأمراء وغيرهم بالقلعة للخدمة، فأغلق الناصري باب القلعة، وقبض على تسعة من أمراء الألوف، وهم الأمير سودون الفخري الشيخوني النائب، وسودون باق، وسودون الطرنطاي، وشيخ الصفوي، وقجماس الصالحي ابن عم الملك الظاهر برقوق، وأقبغا المارداني حاجب الحجاب، وبجاس النوروزي، ومحمود بن علي الأستادار، وابن سنقر هذا
وقبض الناصري أيضا على جماعة من أصحاب برقوق، من أمراء الطبلخانات، وهم: عبد الرحمن بن منكلي بغا الشمسي ومحمد بن جُمَق بن الأتابك أيتمش، وجرجي، وقرمان المنجكي، وبوري الأحمدي، وتمربغا المنجكي، ومنكلي الشمسي الطرخاني، وحسن قجا، وبيبرس الثمان تمري، وأحمد الأرغوني، وأسبغا الأرغوني، وشادي، وفنق باي السيفي ألجاي، وجرباش الشيخي، وبغداد الأحمدي، ويونس الرماح، وأروس بغا الخليلي، وبطا الطولوتمري، وتنكز العثماني، وأرسلان اللفاف، وتنكز بغا السيفي، والطنبغا شادي، وأقبغا اللاجيني، وبلاط المنجكي، ونجمان المحمدي، والطنبغا العثماني، وخليل بن تنكر بغا ومحمد ابن الدواداري، وحسين بن الكوراني، ثم أطق حسين المذكور، وبلبل الرومي الطويل الطواشي، وصواب السعدي الطواشي المعروف بشنكل مقدم المماليك السلطانية، ومقبل الرومي الطواشي الدواداري الزمان
انتهى كلام المقريزي، بعد ما ذكر جماعة أُخر من أمراء العشرات ممن قبض عليه الناصري، وسجنوا الجميع بالإسكندرية، ما خلا من شفع فيه
واستمر صاحب الترجمة محبوسا من يوم مُسك، وهو يوم ثامن جمادى الآخرة إلى أواخر شهر رجب رُسم بالإفراج عنه فحضر إلى القاهرة، هو وجماعة أخر، وكان وصوله يوم الاثنين ثاني شعبان من السنة، فأقام المذكور بطالا بالقاهرة إلى أن وقع بين منطاش والناصري الوقعة المشهورة، وانتصر منطاش على الناصري، وقبض عليه وحبسه بالإسكندرية، وأقام منطاش حواشيه، وأنعم على جماعة بعدة إقطاعات، أنعم على أبي بكر هذا بإمرة طبلخاناة، وأخلع عليه بإمرة حاج المحمل، وحج بالناس
فلما تسلطن الملك الظاهر برقوق ثانيا بعد أن هزم منطاش، توغر خاطره على ابن سنقر المذكور قليلا، لكونه صار من جملة أمراء منطاش، ثم صفح عنه وأقره على إمرته، وجعله حاجبا ثانيا، وأخلع عليه بأمرة الحاج أيضا، في سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة، فحج بالناس ثانيا، وعاد
واستمر على ذلك إلى أن مات في يوم الخميس ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانمائة
وكان خيرا قليل الأذى، كثير الخير، ذا تواضع وسكون، محبا للفقهاء والفقراء، إلا أنه كان عنده نوع تغفل، رحمه الله تعالى