Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 2: 217, 5 - 224, 8

Reference
2: 217, 5 - 224, 8
Text
أحمد، القاضي برهان الدين أبو العباس، السلطان صاحب سيواس
ولد بسيواس وبها نشأ، ثم قدم حلب وقرأ بها مدة قليلة، ثم رجع إلى سيواس، وقيل أنه قدم إلى القاهرة وأقام بها مدة قبل عوده إلى سيواس، ولما قدم إلى سيواس تنقلت به الأحوال إلى أن ولي سيواس وغيرها من ممالك الروم، واستفحل أمره وعظم إلى أن عصى الأمير تمربغا الأفضلي المدعو منطاش نائب ملطية على الملك الظاهر برقوق في سنة إحدى وتسعين وسبعمائة، وأرسل الملك الظاهر لحربه عسكرا من القاهرة، وعليهم من أمراء الألوف أربعة: الأمير يونس النورزي الدوادار والأمير قردم الحسني رأس نوبة، والأمير سودون باق، والأمير الطنبغا المعلم أمير سلاح، فلما وصلوا إلى دمشق خرج معهم من عسكرها عدة أمراء: أتابكها الأمير إينال اليوسفي وأربعة من مقدمي دمشق، وتوجهوا إلى ملطية، ومقدم العساكر المصرية والشامية الأمير يلبغا الناصري نائب حلب، فلما أحس منطاش بقدوم العسكر توجه إلى سيواس والتجأ إلى القاضي برهان الدين المذكور، فتوجه العسكر خلفه إلى سيواس، ونازلوها وحصروها عدة أيام وأشرفوا على أخذها، فلما رأى ذلك للقاضي برهان الدين استنجد بمن في تلك الأطراف من الأرمن والتتار، فجمعوا وحشدوا وخرج المقاتلة من سيواس، وصافوا العسكر وقاتلوهم قتالا شديدا، فأشرف العسكر على الكسرة، فلما رأى مقدم العسكر الأمير يلبغا الناصري ذلك حمل عليهم بمن معه من العساكر، فكسرهم كسرة شنيعة وقتل منهم مقتلة عظيمة، وأسر منهم خلائق كثيرين، ثم رجع الأمير يلبغا الناصري والعساكر إلى حلب منصورين مؤيدين، لكنهم لم ينالوا من منطاش غرضا وعاد العسكر المصري إلى القاهرة، ووقع لمنطاش أمور إلى وافقه الأمير يلبغا الناصري، وصارا علمي الملك الظاهر برقوق، ثم خلع برقوق وحبس بالكرك، على ما سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في غير موضع
ثم أن القاضي برهان الدين هذا بعد مدة طويلة صالح الملك الظاهر برقوق في سلطنته الثانية، واعتذر إليه، فقبل برقوق عذره، ومشت الرسل بينهما، ودام الصلح إلى سنة تسع وتسعين وسبعمائة، قصد التتار المجاورون لأرزنكان سيواس فاستنجد صاحبها القاضي برهان الدين بالملك الظاهر برقوق، فجهز إليه العساكر الشامية لنصرته، فاجتمع نواب الممالك الشامية بحلب، وهم: الأمير تنبك الحسني المدعو تنم نائب دمشق، ووالدي الأمير تغري بردى من يشبغا نائب حلب والأمير يونس بلطا نائب حماه، والأمير آقبغا الهذباني نائب صفد، قلت: وكل هؤلاء النواب مماليك الملك الظاهر برقوق ومشتري ماله، وصحبتهم جمع كثير وتوجهوا إلى سيواس، فحصل للتتار رعب كبير لما سمعوا بقدومهم، وقفلوا إلى جهة بلادهم راجعين، فاجتمعوا بالقاضي برهان الدين، وأمنوا رعيه وخلعوا عليه، وكان الذي أخلع عليه والدي، فغضب الأمير تنم نائب الشام في الباطن وأرسل بعد قدومه إلى دمشق يعرف بذلك الملك الظاهر برقوق، واتهم والدي على العصيان، ليس هذا محل ذكر ما وقع لهما، والمقصود أن القاضي برهان الدين اطمأن في مملكة سيواس، ودام بها إلى سنة ثمانمائة، قصده عثمان بن طر على المدعو قرايلك، ووصل إلى سيواس فخرج لقتاله القاضي برهان الدين بعساكر سيواس وتقاتلا فكسر القاضي برهان الدين وقتل بظاهر سيواس، واستمرت سيواس بغير حاكم، إلى أن أرسل إليها أبو يزيد بن عثمان حاكما، ودامت مضافة إلى مملكته إلى يومنا هذا
وكان القاضي برهان الدين ملكا عالما فقيها حنفيا، أديبا شاعرا، ماهرا، يقول الشعر باللغات الثلاثة، وكان سبب دخوله إلى القاهرة أنه كان في ابتداء أمره حين طلبه للعلم رأى منجما حاذقا، فسأله عن حاله، فقال له المنجم أنت تصير سلطانا، فقال القاضي برهان الدين إن كان ولا بد فأكون سلطان مصر فأنها أعظم الممالك، فقدم إلى القاهرة وأقام بها سنين فما صار بها جنديا، فقال في نفسه أقمت هذه المدة الطويلة وما صرت جنديا، فمتى أصير سلطانا، فعاد إلى سيواس وآل أمره إلى أن ملكها
قال تقي الدين المقريزي: القاضي برهان الدين أبو العباس أحمد حاكم قيصيرية وتوقات وسيواس، أعلم أن ممالك الروم كانت أخيرا لبني قليج أرسلان الذين أقاموا بها دين الإسلام لما انتزعوها من يد ملك القسطنطينية، وكان كرسيهم قونية، وأعمالهم كثيرة جدا، حتى بعث منكوقان أخو هولاكو في سنة أربع وخمسين وستمائة عسكرا عليه بيكو إلى بلاد الروم فملك آرزن الروم، وغاب في بلاد الروم حتى هلك، وولي الروم بعده صمغار، وغلبت التركمان على الجبال والثغور والسواحل، فولاهم هولاكو ما غلبوا عليه، وكان صمغار، فبعث الملك أبغا بن هولاكو عوضه تداون، وتوفوا في سنة خمس وسبعين وستمائة، فقتلهما الملك الظاهر بيبرس، وملك قيصيرية في محاربته لهما، فأقام آبغا على قنعرطاي، وتداول بعده عدة أمراء حتى قام دمرداش بن جوبان سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة، فعظم ملكه، ثم قدم إلى مصر واستفحل أرتنا أحد أمرائه على بلاد الروم، فنزل سيواس وعملها كرسي ملكه، حتى مات سنة ثلاث وخمسين، وملك بعده ابنه وأولاده، " فأخذ أولاد " دلغادر النزكماني بلاد سيس، ومات محمد بن أرتنا في حدود سنة ثمانين، فأقيم بعده صبي من أولاده، وقام بأمره " الأمير " القليج أرسلان فغدر به قاضي سيواس، وقام بأمر الصبي حتى مات، وهو والد برهان صاحب الترجمة
وكان برهان الدين هذا قد طلب العلم في صباه وقدم القاهرة، وأخذ بها عن شيوخ زمانه، فعرف بالذكاء حتى حصل على طرف من العلم، فبشره بعض الفقراء بأنه يتملك بلاد الروم، وأشار إليه بعوده إليها، فمضى إلى سيواس، ودرس بها وصنف، ونظم الشعر، وهو يتزي بزي الأجناد ويسلك طريقة الأمراء، فيركب بالجوارح والكلاب إلى الصيد، ويلازم الخدم السلطانية، إلى أن مات ابن أرتنا عن ولد صغير اسمه محمد، فأقيم بعده، وقام الأمراء بأمره، وهم عضنفر بن ظغر وفريدون، وابن المؤيد، وجي كلدي، وحاجي إبراهيم، وأكبرهم الذي يرجعون إليهم في الرأي والتدبير قاضي سيواس والد البرهان هذا، فدبر الأمراء المذكورون مدة حياة القاضي، فلما مات ولي ابنه برهان الدين أبو العباس أحمد هذا مكانه، فسد مسده وأربى عليه بكثرة علمه وحسن سياسته وجودة تدبيره، وأخذ في أحكام أمره، فأول ما بدأ به بعد تمهيد قواعده أن فرق ولايته، أعمال المملكة، على الأمراء، فأخرج ثلاثة: المؤيد وجي كلدي وحاجي إبراهيم، وبقي حول السلطان فريدون وعضنفر، فثقلا عليه واجب أن ينفرد بالأمر دونهما، فتمارض ليقعا في قبضته، فكان كذلك، فدخلا عليه يعودانه فلما استقر بهما الجلوس، فخرج عليهما من رجاله جماعة قد أقعدهما في مخدع، فقبضوا عليهما، وخرج من فوره فملك الأمر من غير منازع، ولقب بالسلطان، فلم يرض بذلك شيخ نجيب متولي توقات، وجي كللدي نائب أماسيه، فخرج القاضي برهان الدين واستولى على مملكة قرمان، وقاتل من عصي عليه، ونزع توقات من شيخ نجيب، واستمال إليه تتار الروم، وهم جمع كبير لهم بأس ونجده وشجاعة، واستضاف إليه الأمير عثمان قرايلك بتراكمينة فعز جانبه، ثم أن قرايلك خالف عليه ومنع تقادمه التي كان يحملها إليه، فلم يكترث به القاضي برهان الدين احتقارا له، فصار قرايلك يتردد إلى ماسيه وأرزن خان إلى أن قصد ذات يوم مصيفا بالقرب من سيواس، ومر بظاهر المدينة وبها القاضي برهان الدين، فشق عليه كونه لم يعبأ به وركب عجلا بغير أهبة ولا جماعة، وساق في إثره ليوقع به حتى أقبل إليه، فكر عليه قرايلك بجماعته، فأخذه قبضا باليد، فتفرقت عساكره شذر مذر، وكان قرايلك قد عزم على أن يعيده إلى مملكته فنزل عليه شيخ نجيب وهو في ذلك، فما زال به حتى قتله في ذي القعدة سنة ثمانمائة
وكان رحمه الله فقيها حنفيا، فاضلا كريما جوادا، قريبا من الناس شديد البأس، أديبا شاعرا ظريفا لبيبا مقداما يحب العلم والعلماء، ويدني إليه أهل الخير والفقراء، وكان دائما يتخذ يوم الخميس والجمعة والاثنين لأهل العلم خاصة، لا يدخل عليه سواهم، وأقلع قبل موته وتاب ورجع إلى الله تعالى، ومن مصنفاته كتاب الترجيح على التلويح، وكان للأدب وأهله عنده سوق نافق، انتهى كلام المقريزي باختصار
Summary
Burhān al-Dīn ʾAḥmad
- born and brought up in Sīwās, comes to Aleppo studies here for a while and returns to Sīwās, said that he also spend a little time in Cairo, until he rules Sīwās and others from the lands of the Rūm.
- rules until rebellion of Minṭāsh against Barqūq in 791, Barqūq sends army to fight Minṭāsh, with them al-Nawrūzī, Qardam al-Ḥasanī, Sūdūn Bāq and ʾAlṭunbughā al-Muʿallim, in Damascus joined by other ʾamirs, muqaddim of the Egytpian and Syrian army being Yalbughā al-Nāṣirī
- when Minṭāsh notices army comes to him, he goes to Sīwās, takes refuge with this Burhān al-Dīn, Egyptian army follows him and surround Sīwās and wants to take it
- when Burhān al-Dīn notices this asks help of al-ʾArman and al-Tatār,severe fight, almost defeat army, but then horribly defeated by al-Nāṣirī, many captured
- al-Nawrūzī returns to Aleppo, not reaching thei goal concerning Minṭāsh, returns to Cairo, happens things to Minṭāsh until al-Nawrūzī joins him.
- Barqūq imprisoned in al-Karak
- after long time reconciliation between Barqūq and this Burhān al-Dīn during second reign of Barqūq, - in 799, al-Tatar proceed towards Sīwās, Burhān al-Dīn asks Barqūq for help, prepares Syrian army to help, gather in Aleppo, list of ʾamīrs, Taghrī Birdī al-Bashbughāwī being one of them, al-Tatar frightened when they hear about coming of army, return to their country
- gather with Burhān al-Dīn, Taghrī Birdī al-Bashbughāwī gives him a robe of honour, accused of disobedience
- Burhān al-Dīn stays in Sīwās, in 800 attacked by Qarāyuluk, fight, Burhān al-Dīn defeated and killed, Sīwās stays without ruler for a while until ruled by ʾAbū Yazīd b. ʿUthmān and stays added to his mamlaka until this day.
- short description of personal characteristics
- comes to Cairo, asks astrologer about his future, predicts he’s going to become sulṭān
- story of al-Maqrīzī on history of ruling in this regions until father of this Burhān al-Dīn
comes to Cairo in his youth, studies, returns to Sīwās, after death of his father rules Sīwās
about his ruling and him taking the laqab of sulṭān and not everyone accepting this, and about fight with Qarāyuluk and his killing by him in Dhu l-Qaʿda 800
description of personal characteristics

Related properties
46
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10907

Events (0)

Practice (0)

Institutions (1)

Institution (via actor properties) Extra
foreign ruler foreign ruler

Places (0)