١١. السلطان الملك الناصر فرج ابو السعادات بن الملك الظاهر ابي السعيد برقوق بن انس العثماني.
مات قتلا في هذه السنة كما ذكرناه مفاصلا و كان مولده لما اقبل يلبغا الناصري و منطاش و هو في
سنة احدا و تسعين و سبعمائة و قيل ان الملك الظاهر لما بشر بولادته سماه بلغاق يعني فتنه, فلما خلص
من الكرك سماه فرجا فكان اسمه الاول هو الحقيقي, و كان خلف من الاولاد الذكور خمسة , ومن البنات
عشرة, و لم يكن مشكور السيرة في سلطنته الا عند من كان ياخذ منه ما شاء من امتعة الدنيا, و كان هو
في نفس الامر كريما الا ان غالب بذله كان في غير طريقه, و لغيره اهله, و كان مشتغلا بالنلاهي و
شرب الخمر و سائر المسكرات, و كان يجرى في مجالسه في الخلوة من الهزليات و كلمات الكفر ما لا
يحصى و لا يوصف و لم ينفسد كثيرا الا في آخر دولته لانه سفك فيها دماء كثيرة, و لم يكن واققا عند
الدين, غير مواظب على الصلوات, وكان له عشرة من الائمة بجوامك, و غالب الاوقات من كان يصلى
بواحد منهم.
و قيل انه كان في اكثر الاوقات يستغرق نهاره و جنبه, فلا جرم اخذه الله في الدنيا قبل الآخرة, و لم يكن
تسبب الافساده الا بعض الاتراك, احتاطوا عليه, و علموه سائر المصيب, فعند وقوعه في الشدة لم ير
احد منهم عنده. و هكذا يكون اذا كانت الصحبة و المعاشرة لوجه ممن وجوه الدنيا. سامحه الله.

RDF (2)

crm:P140_assigned_attribute_to https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-metadata-quotation-6021
crm:P3_has_note ١١. السلطان الملك الناصر فرج ابو السعادات بن الملك الظاهر ابي السعيد برقوق بن انس العثماني. مات قتلا في هذه السنة كما ذكرناه مفاصلا و كان مولده لما اقبل يلبغا الناصري و منطاش و هو في سنة احدا و تسعين و سبعمائة و قيل ان الملك الظاهر لما بشر بولادته سماه بلغاق يعني فتنه, فلما خلص من الكرك سماه فرجا فكان اسمه الاول هو الحقيقي, و كان خلف من الاولاد الذكور خمسة , ومن البنات عشرة, و لم يكن مشكور السيرة في سلطنته الا عند من كان ياخذ منه ما شاء من امتعة الدنيا, و كان هو في نفس الامر كريما الا ان غالب بذله كان في غير طريقه, و لغيره اهله, و كان مشتغلا بالنلاهي و شرب الخمر و سائر المسكرات, و كان يجرى في مجالسه في الخلوة من الهزليات و كلمات الكفر ما لا يحصى و لا يوصف و لم ينفسد كثيرا الا في آخر دولته لانه سفك فيها دماء كثيرة, و لم يكن واققا عند الدين, غير مواظب على الصلوات, وكان له عشرة من الائمة بجوامك, و غالب الاوقات من كان يصلى بواحد منهم. و قيل انه كان في اكثر الاوقات يستغرق نهاره و جنبه, فلا جرم اخذه الله في الدنيا قبل الآخرة, و لم يكن تسبب الافساده الا بعض الاتراك, احتاطوا عليه, و علموه سائر المصيب, فعند وقوعه في الشدة لم ير احد منهم عنده. و هكذا يكون اذا كانت الصحبة و المعاشرة لوجه ممن وجوه الدنيا. سامحه الله.