Catalog
Reference
11: 7, 1 - 10, 6
Text
محمد بن محمد بن عثمان بن محمد بن عبد الرحيم بن هبة الله, القاضي ناصر الدين ابو المعالى بن القاضي كمال الدين بن عز الدين بن كمال الدين البارزي, الجهنى الحموي الشافعي كاتب السر الشريف بالديار المصرية، و عظيم الدولة المؤيدية شيخ
ولد بحماة في يوم الاثنين رابع شوال سنة تسع و ستين و سبعمائة و نشأ القاضي ناصر الدين هذا تحت كنف اخواله و حفظ القرآن العزيز و كتاب الحاوي في الفقه,و طلب العلم و تفقه و برع في الفقه و العربية و الادب, و تولى قضاء حماة في سنة ست و تسعين و سبعمائة , ثم تولى كتابة سرها
و تنقلت به الايام الى ان صحب الامير شيخ المحمودي، و هو إذ ذاك نائب الشام، في سنة ست و ثمانمائة، و لازم خدمته، و تولى قضاء حلب في نيابته، ثم قبض عليه الملك الناصر فرج و حبسه ببرج الخيالة بالقلعة دمشق، و لا زال بالحبس بقلعة دمشق الى ان قدمها الملك الناصر فرج في نيابة الوالد - رحمة الله - الثالثة و اراد قتله، فشفع فيه الوالد، فأطلقه، و توجه الى بلده حماة، ثم عاد الى خدمة الامير شيخ ثانيا، و لم يزل معه الى ان استولى الامير المذكور و الامير نوروز الحافظي على الملك الناصر فرج و قتلاه. قدم شيخ إلى الديار المصرية مدبر لمملكة الخليفة المستعين بالله العباس، قدم القاضي ناصر الدين هذا معه و تولى توقيعه عوضا عن الشهاب أحمد الصفدي و اختص به الى ان تسلطن الامير شيخ المحمودي و لقب بالملك المؤيد اخلع عليه بعد مدة يسيرة باستقراره في كتابة السر، عوضا عن القاضي فتح الدين فتح الله، في يوم الاثنين ثالث عشر شوال سنة خمس عشرة و ثمانمائة، فباشر الوظيفة بهمة وافرة و مهابة زائدة، و عظم و ضخم في الدولة، و نالته السعادة و صار هو صاحب الحل و العقد و اليه مرجع غالب أحوال المملكة، و كان يبيت عند السلطان في ليالى البطالة و ينادمه، و كان السلطان يقتدى برأيه و تدبيره. و بالجملة فانه نال من الحرمة و الوجاهة ما لم ينله متعمم قبله في الدولة التركية. و كان يسير على طريق الملوك في مماليكه و حشمه و خدمه و مأكله و مشربه و لم يزل على ذلك الى ان مرض و لزم الفراش مدة. و توفى يوم الاربعاء ثامن شوال سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة و دفن بجوار قبر الامام الشافعي، رضى الله عنه، على ولده الشهابي احمد المتوفي قبل ابيه في يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنين و عشرين و ثمانمائة. و تولى كتابة السر من بعده ولده القاضي كمال الدين محمد البرزي الآتي ذكره قريبا ان شاء الله تعالى
و كان القاضي ناصر الدين - صاحب الترجمة - إماما عالما بارعا، ناظما ناثرا، مفوها فصيحا، و عنده إقدام و طلاقة لسان، مع معرفة تامة و تدبير، و سياسة و عقل و دهاء، و كان له نظم و نثر و خُطب
و من شعره، أنشدني المقر الأشرف الكمالي محمد البارزي، ناظر ديوان الإنشاء
الشريف بالديار المصرية من لفظه، قال: أنشدني والدي القاضي ناصر الدين محمد البارزي و من لفظه لنفسه
طاب افتضاحي في هواهُ مُحاربا فلهوتُ عن علمي و عن آدابي
وبذكرهِ عند الصلاةِ و باسمِه أشْدو فواطرباه في المحرابِ
و له بالسند المتقدم - لما حُبس ببرج دمشق - و كتب بها لبعض أصدقائه
هو الزمانُ فلا تلقاه بالرهب سلامة المرء فيه غاية العجب
واصبر على ما أصاب النفس من محن فإنها سُطِّرت في سالف الكتب
فاصبر بلغت من عز الأمور و من يلق المكاره جلدا فاز بالعكب
والدهر من طبعه ما زال ممتحنا بالنائبات ذوى العلياء و الرتب
يسقيهم بكؤوس الصاب أو علموا أن من معين لأهل الجهل بالرعب
فتبقي ثملا منه لينقد لي من حرفه المتعين العقل و الأدب
معتقا منه و مصطبحا حتى أدار لي دهري خير مصطحب
فقد صيرتني غرضا يا دهر كف فقد أودت سهامك بي
عذب بما شئت إلا رفع مستغلٍ حديث مَجد و إلا غير ذي نسب
أو فاقض ما أنت قاض فالممات إذا أشفى من الراح و أحلى من الضرب
يامترفين ببرد العيش في دعه هلا رحمتم فؤادا ذاب باللهب
و عبرة حكت الغيث المريع إذا ما أهل ... هامل السحب
و عبرة قرقصت بالبعد يا أسفي عن فتية قربهم من أفضل القرب
و صيته فأول سجني قد أضربهم لولاهم لم أكد ألوى على نسب
ولا خضعت بمخلوق فلي همم علية فوق هام السبعة الشهب
و لا منعت تحيات رسائلها تقول للسمع جدد دولة الطرب
و يا أحبائي يا صحبي و معتقدي يا من هُم غايتي يا منتهى طلبي
من أين حجة هَدْي الفعل ما انتظمت مُحرما صيرت ذكراي من رجب
أم اقترفت ذنوبا لست أعرفها أم سوء حظى فيه أكد السبب
أنا الوفي فماشئتم به احتكموا اغنم صباحا و وقيتم من النوب
ومن شعره تقريضات على سيرة ابن ناهض تهكما
هذا كتابك يا ابن ناهض قاعد عن وصفه أني و عن تهذيبه
فاغفرْ لمادحه على تقصيره و لمن هجاه فإنه يهذى به
ولد بحماة في يوم الاثنين رابع شوال سنة تسع و ستين و سبعمائة و نشأ القاضي ناصر الدين هذا تحت كنف اخواله و حفظ القرآن العزيز و كتاب الحاوي في الفقه,و طلب العلم و تفقه و برع في الفقه و العربية و الادب, و تولى قضاء حماة في سنة ست و تسعين و سبعمائة , ثم تولى كتابة سرها
و تنقلت به الايام الى ان صحب الامير شيخ المحمودي، و هو إذ ذاك نائب الشام، في سنة ست و ثمانمائة، و لازم خدمته، و تولى قضاء حلب في نيابته، ثم قبض عليه الملك الناصر فرج و حبسه ببرج الخيالة بالقلعة دمشق، و لا زال بالحبس بقلعة دمشق الى ان قدمها الملك الناصر فرج في نيابة الوالد - رحمة الله - الثالثة و اراد قتله، فشفع فيه الوالد، فأطلقه، و توجه الى بلده حماة، ثم عاد الى خدمة الامير شيخ ثانيا، و لم يزل معه الى ان استولى الامير المذكور و الامير نوروز الحافظي على الملك الناصر فرج و قتلاه. قدم شيخ إلى الديار المصرية مدبر لمملكة الخليفة المستعين بالله العباس، قدم القاضي ناصر الدين هذا معه و تولى توقيعه عوضا عن الشهاب أحمد الصفدي و اختص به الى ان تسلطن الامير شيخ المحمودي و لقب بالملك المؤيد اخلع عليه بعد مدة يسيرة باستقراره في كتابة السر، عوضا عن القاضي فتح الدين فتح الله، في يوم الاثنين ثالث عشر شوال سنة خمس عشرة و ثمانمائة، فباشر الوظيفة بهمة وافرة و مهابة زائدة، و عظم و ضخم في الدولة، و نالته السعادة و صار هو صاحب الحل و العقد و اليه مرجع غالب أحوال المملكة، و كان يبيت عند السلطان في ليالى البطالة و ينادمه، و كان السلطان يقتدى برأيه و تدبيره. و بالجملة فانه نال من الحرمة و الوجاهة ما لم ينله متعمم قبله في الدولة التركية. و كان يسير على طريق الملوك في مماليكه و حشمه و خدمه و مأكله و مشربه و لم يزل على ذلك الى ان مرض و لزم الفراش مدة. و توفى يوم الاربعاء ثامن شوال سنة ثلاث و عشرين و ثمانمائة و دفن بجوار قبر الامام الشافعي، رضى الله عنه، على ولده الشهابي احمد المتوفي قبل ابيه في يوم الاثنين تاسع عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنين و عشرين و ثمانمائة. و تولى كتابة السر من بعده ولده القاضي كمال الدين محمد البرزي الآتي ذكره قريبا ان شاء الله تعالى
و كان القاضي ناصر الدين - صاحب الترجمة - إماما عالما بارعا، ناظما ناثرا، مفوها فصيحا، و عنده إقدام و طلاقة لسان، مع معرفة تامة و تدبير، و سياسة و عقل و دهاء، و كان له نظم و نثر و خُطب
و من شعره، أنشدني المقر الأشرف الكمالي محمد البارزي، ناظر ديوان الإنشاء
الشريف بالديار المصرية من لفظه، قال: أنشدني والدي القاضي ناصر الدين محمد البارزي و من لفظه لنفسه
طاب افتضاحي في هواهُ مُحاربا فلهوتُ عن علمي و عن آدابي
وبذكرهِ عند الصلاةِ و باسمِه أشْدو فواطرباه في المحرابِ
و له بالسند المتقدم - لما حُبس ببرج دمشق - و كتب بها لبعض أصدقائه
هو الزمانُ فلا تلقاه بالرهب سلامة المرء فيه غاية العجب
واصبر على ما أصاب النفس من محن فإنها سُطِّرت في سالف الكتب
فاصبر بلغت من عز الأمور و من يلق المكاره جلدا فاز بالعكب
والدهر من طبعه ما زال ممتحنا بالنائبات ذوى العلياء و الرتب
يسقيهم بكؤوس الصاب أو علموا أن من معين لأهل الجهل بالرعب
فتبقي ثملا منه لينقد لي من حرفه المتعين العقل و الأدب
معتقا منه و مصطبحا حتى أدار لي دهري خير مصطحب
فقد صيرتني غرضا يا دهر كف فقد أودت سهامك بي
عذب بما شئت إلا رفع مستغلٍ حديث مَجد و إلا غير ذي نسب
أو فاقض ما أنت قاض فالممات إذا أشفى من الراح و أحلى من الضرب
يامترفين ببرد العيش في دعه هلا رحمتم فؤادا ذاب باللهب
و عبرة حكت الغيث المريع إذا ما أهل ... هامل السحب
و عبرة قرقصت بالبعد يا أسفي عن فتية قربهم من أفضل القرب
و صيته فأول سجني قد أضربهم لولاهم لم أكد ألوى على نسب
ولا خضعت بمخلوق فلي همم علية فوق هام السبعة الشهب
و لا منعت تحيات رسائلها تقول للسمع جدد دولة الطرب
و يا أحبائي يا صحبي و معتقدي يا من هُم غايتي يا منتهى طلبي
من أين حجة هَدْي الفعل ما انتظمت مُحرما صيرت ذكراي من رجب
أم اقترفت ذنوبا لست أعرفها أم سوء حظى فيه أكد السبب
أنا الوفي فماشئتم به احتكموا اغنم صباحا و وقيتم من النوب
ومن شعره تقريضات على سيرة ابن ناهض تهكما
هذا كتابك يا ابن ناهض قاعد عن وصفه أني و عن تهذيبه
فاغفرْ لمادحه على تقصيره و لمن هجاه فإنه يهذى به
Summary
Qāḍī Nāṣir al-Dīn b. al-Bārizī, kātib al-sirr of Egypt.
He was born in Hama, on Monday 4 Shawwāl 769. he grew under the protection of his maternal uncles. He memorised the Koran and the Kitāb al-Ḥawī on fiqh. He searched for knowledge and studied fiqh. He excelled in fiqh and Arabic and literature. He was appointed as chief judge of Hama in 796, then he became kātib al-sirr of Hama. His days passed until he became the friend of amir Shaykh al-Maḥmūdi, at that moment nāʾib of Damascus, in the year 806, and entered in his service. During his governorship he was appointed as qāḍī of Aleppo. Then al-Malik al-Nāṣir Faraj arrested him and imprisoned him in the Khayyāla tower of the citadel of Damascus, where he stayed until al-Malik al-Nāṣir Faraj came to Damascus, during the third governorship of my father and wanted to kill him. My father interceded for him and he was released. He went to his town, Hama, then he returned to the service of amir Shaykh for the second time, and stayed with him until Shaykh and amir Nawrūz al-Ḥāfiẓī captured and killed al-Malik al-Nāṣir Faraj. Shaykh went to Egypt as the ruler of the regime of caliph al-Mustaʿīn bi-llāh al-ʿAbbās. Qāḍī Nāṣir al-Dīn went with him and was appointed as his muwaqqiʿ, in replacement of al-Shihāb ʾAhmad al-Ṣafadī, and he was favoured by him until amir Shaykh became sultan, with the laqab al-Muʾayyad. After a short period he gave him a robe of honour and appointed him kātib al-sirr, in replacement of qāḍī Fatḥ al-Dīn Fatḥ Allāh, on Monday 13 Shawwāl 815. He exercised this function with zeal and respect and became very important in the state. Good fortune was with him and he became a ṣāḥib al-ḥall wa al-ʿaqd and he had authority in most of state matters. He used to spent free nights with the sultan and became his nadim. The sultan followed his opinion and direction. In general he was esteemed and respected as no one of the turban bearers before him in the state of the Turks. He was like the rulers with his mamluks, his servants and attendants and his gatherings to eat and to drink. He kept doing this until he became ill and had to stay in bed. He died on Wednesday 8 Shawwāl 823. He was buried near the tomb of imam al-Shāfiʿi with his son al-Shihābī ʾAḥmad, who died before his father on Monday 19 RabīʿII 822. After him his son qāḍī Kamāl al-Dīn Muḥammad al-Bārizī was appointed as kātib al-sirr.
- description of personal characteristics
- citations of sayings and poetry
He was born in Hama, on Monday 4 Shawwāl 769. he grew under the protection of his maternal uncles. He memorised the Koran and the Kitāb al-Ḥawī on fiqh. He searched for knowledge and studied fiqh. He excelled in fiqh and Arabic and literature. He was appointed as chief judge of Hama in 796, then he became kātib al-sirr of Hama. His days passed until he became the friend of amir Shaykh al-Maḥmūdi, at that moment nāʾib of Damascus, in the year 806, and entered in his service. During his governorship he was appointed as qāḍī of Aleppo. Then al-Malik al-Nāṣir Faraj arrested him and imprisoned him in the Khayyāla tower of the citadel of Damascus, where he stayed until al-Malik al-Nāṣir Faraj came to Damascus, during the third governorship of my father and wanted to kill him. My father interceded for him and he was released. He went to his town, Hama, then he returned to the service of amir Shaykh for the second time, and stayed with him until Shaykh and amir Nawrūz al-Ḥāfiẓī captured and killed al-Malik al-Nāṣir Faraj. Shaykh went to Egypt as the ruler of the regime of caliph al-Mustaʿīn bi-llāh al-ʿAbbās. Qāḍī Nāṣir al-Dīn went with him and was appointed as his muwaqqiʿ, in replacement of al-Shihāb ʾAhmad al-Ṣafadī, and he was favoured by him until amir Shaykh became sultan, with the laqab al-Muʾayyad. After a short period he gave him a robe of honour and appointed him kātib al-sirr, in replacement of qāḍī Fatḥ al-Dīn Fatḥ Allāh, on Monday 13 Shawwāl 815. He exercised this function with zeal and respect and became very important in the state. Good fortune was with him and he became a ṣāḥib al-ḥall wa al-ʿaqd and he had authority in most of state matters. He used to spent free nights with the sultan and became his nadim. The sultan followed his opinion and direction. In general he was esteemed and respected as no one of the turban bearers before him in the state of the Turks. He was like the rulers with his mamluks, his servants and attendants and his gatherings to eat and to drink. He kept doing this until he became ill and had to stay in bed. He died on Wednesday 8 Shawwāl 823. He was buried near the tomb of imam al-Shāfiʿi with his son al-Shihābī ʾAḥmad, who died before his father on Monday 19 RabīʿII 822. After him his son qāḍī Kamāl al-Dīn Muḥammad al-Bārizī was appointed as kātib al-sirr.
- description of personal characteristics
- citations of sayings and poetry
Related properties
102
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10098