Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 12: 66, 6 - 72, 5

Reference
12: 66, 6 - 72, 5
Text
يحيى بن أحمد بن عمر بن يوسف بن عبد الله بن عبد الرحمن بن إبراهيم بن محمد ابن أبي بكر، القاضي شرف الدين الحموي الأصل، الكركي المولد، المصري المنشأ والدار والوفاة، الشهير بابن العطار، الأديب الشاعر، الشافعي
مولده في شهر رمضان سنة تسع وثمانين وسبعمائة بالكرك، وهو أن والد المذكور كان مهمندارا بحماة، ثم خدم استادارا عند نائبها الأمير مأمور القلمطاوي، فلما نقل مأمور إلى نيابة الكرك توجه والد يحيى هذا معه إلى الكرك، وتزوج بأم يحيى هذا واستولدها يحيى المذكور، ومات في أوائل سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة، ثم نقل يحيى مع والدته إلى القاهرة ونشأ بها، وتمذهب للشافعي رضي الله عنه، واشتغل في مبدأ أمره يسيرا، وكتب الخط المنسوب بحسب الطاقة، وتزيا بزي الجند وخدم دوادارا عند الشهاب أستادار المحملة، ثم باشر بعد مدة طويلة دوادارية القاضي ناصر الدين محمد بن البارزي - لما ولي كتابة السر الشريف بالديار المصرية - فلم ينتج أمره وعزل
واستمر بطالا تحت رفد بني البارزي دهرا إلى أن عُرف بنظم القريض وكتابة الإنشاء طلبه الزيني عبد الباسط بن خليل - ناظر الجيوش - واستقر به في توقيعه، بعد شمس الدين محمد بن المصري
ولما استقر في التوقيع غيّر زي الجند ولبس العمامة وتزيّا بزي الموقعين، وصار فقيها بعد ما كان جنديا، رأيته في الحالتين فباشر التوقيع عند الباسط سنين إلى أن تنصل هو من خدمته، بعد ما قاسي من البهدلة والسب أهوالا
ولزم داره إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق، وأُعيد القاضي كمال الدين محمد ابن البارزي إلى كتابة السر بالديار المصرية وصار هو مدبر المملكة لصهارته من السلطان الملك الظاهر جقمق وأعظم سؤدده، أخذ القاضي كمال الدين المذكور ينوه بذكر يحيى هذا حتى عرفته أهل وصحب الأكابر، وحضر مجلس السلطان في بعض الأحيان، وأثرى ونالته السعادة، وأظهر أمر أبي الخير النحاس واستفحل في الدولة، التفت يحيى هذا إلى أبي الخير التفاتا كليّا، وترك مَنْ دونه، ورام الرتب السنية فلم يمهل، وعاجلته المنية ومرض مدة يسيرة، ومات في آخر يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة ثلاث وخمسين وثمانمائة ودفن من الغد بتربة طيبغا الطويل بالصحراء بسفارة أبي الخير النحاس، بعد أن حضر الصلاة عليه بمصلاة المؤمني بالرملة
وكان - رحمه الله - ذا شكالة حسنة، منور الشيبة، وعنده ذكاء وفطنة، وله مشاركة في الأدبيات وغيرها، وله نظم جيد، من ذلك قوله
لأمر أرى هذا العذار تبسما وأطلع في ليل الشبيبة أنجما
وأرشد لما أن دجي غيْهبّ الصبا عسى اهتدى بالنجم فيه وعلّما
فأهدى الهدى لكنه قد نهى النهى وداوي العمر كل ما الجهل كلّما
فكم عند ما أبصرتُ فودى ابيض جرت عن دم حمر المدامع عندما

وكم قد هميٍ جفني كما تمطر السما بدمع بما لكن بما يشبه الدما
وكم قد طمي بحر بعيني قطّ ما عهدنا في عصر الصبا تسهُّما
وما أنا باك للشباب الذي مضي ولكن لعمر في التصابي تصرما
ألفت البكا لما أنفت من البغا وعبت الهوى كاسا فعفت المحرما
واعرضت عن شمسي وبدري وكوكبي ووجهت وجهي للذي فطر السما
فعوضني بالمدح في صاحب اللوى عن النظم والتشبيب في ربة اللما
ولست موف بالمدائح حقه ولو أن لي في كل جارحة فُما

وله أيضا
أهل بَدْر إن أحسنوا أو أساءوا أهل بدر فلْيفْعلوا ما شاءوا
إن أفاضوا دَمْعي فكم قد أفادوا منة من ودادهم وأفاءوا
وعيوني إن فجًَّروها عيونا بدموع كأنهن دماءُ
لا تلمهم على احمرار دموعي فلهم عندي اليد البيضاء
أما راضِ منهم وإن هم رضوني فسواء عندي القلي والقلاءُ

يا نزولا بمهجتي في رياض من وداد أغْصانها لفّاء
كُل غُصْن طائر قلبي صادح تقتدي به الورقاء
صدْحه كلّه حنين ووجد واشتياق ولوعة وبكاء
منع السهد طيفكم ولحظي صار حتى من عنْدي الرجاء
وعذولي يرى سُلوي فرْضا أنا من رأيه علي براء
يدّعي في الهوى إخائي ونصحي ليت شعري من أين هذا الإخاء
عينه عن محاسن الحب عمياء وأُذني عن عذله صماء

وهذه القصيدة تزيد على ستين بيتا
وله موشحة، كل قرينة من كلام شاعر، لم يسبق لمثله، وهي
أجاب دمعي وما الداعي سوى طلل وظل يسفح بين العذر والعذل
يا ساكني السفح كم عين بكم سفحت ملء الزمان وملء السفح والجبل
قلب مُعَّنى و مدمع صبّ يجر أذياله ويسحب
لهن عين غدت بالدمع في لجج وكل طرف عن الإغفاء لم يعج
ومهجة له للأشجان قد صلُحت لا خير في الحب إن أبقى على الملهج
لم يبق لي في الهوى ملاذا يا ليتني مت قبل هذا
تركتني أصحب الدنيا بلا أمل فلا أقول لشيء ليت ذلك لي
ما جال بعدك طرفي في سنا القمر فإن ذلك ذنب غير مغتفر
لي همة لدني قط ما طمحت لما تواضع أقوام على غرر
وأين ما كنتَ كنتُ عبدك لأن قلبي أقام عندك
على بقايا دعاوٍ للهوى قِبَلي وأنت تعلم أني بالغرام ملي
بما بعطفيك من تيه ومن صلف تلاف مضناك قد أشفى على التلف
فالموت إن غُضَت الأجفان أو فتحت يا أكحل الطرف أو يا أزرق الطرف
لسائل الدمع صوت ناهر وسرت والقلب منك خاطر
يُردي الطعين وحدُّ الرمح لم يصل ما خاب من سأل الحاجات بالأسل
وغادت أشرقت كالبدر في الظلم وقبلتني على خوف فما لِفَمِ
لا بل هي الشمس زالت بعد ما جنحت فلم تدم لي وغير الله لم يدم
كم اختلسنا من العناق ونحنُ بالأنس بالتلاف
وكم سرقنا على الأيام من قُبل بلا رقيت كشرب الطائر الوجل
انتهى
Summary
Yaḥyā b. al-ʿAṭṭār
- born in Ramaḍān 789 in al-Karak; his father was mihmandār in Ḥamā, and ʾustādār of Maʾmūr al-Qalamṭāwī nāʾib of Ḥamā, when al-Qalamṭāwī becomes nāʾib of al-Karak, father of Yaḥyā goes to al-Karak and marries with mother of this Yaḥyā, dies in the beginnning of 792, goes to Cairo with his mother and brought up there
- becomes Shāfiʿita, khaṭṭ, dawādār, dismissed, baṭṭāl, supported by Banī al-Bārizī until he becomes known for poetry
- becomes muwaqqaʿ with ʿAbd al-Bāsiṭ, changing of clothes, leaves him after suffering insults
- has to stay in his house until Jaqmaq becomes sulṭān, al-Bārizī becomes kātib al-sirr, becomes important through mediation of al-Bārizī, rich
- focuses on ʾAbu l-Khayr al-Naḥḥās, wants more
- becomes sick and dies shortly at the end of Thursday 16 Dhu l-Ḥijja 853, burried next day in turba in al-Ṣaḥrāʾ through mediation of ʾAbu l-Khayr al-Naḥḥās
- short description of personal characteristics
- poetry
Related properties
50
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10790

Events (0)

Practice (0)

Places (0)