Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 12: 119, 1 - 122, 9

Reference
12: 119, 1 - 122, 9
Text
يشبك بن عبد الله الأتابكي الشعباني الظاهري، الأمير سيف الدين الدوادار الكبير، ثم أتابك العساكر بالديار المصرية
أصله من مماليك الملك الظاهر برقوق وأحد خواصه الذين رقاهم إلى الرتب العلية، ترقى يشبك المذكور في أيام أستاذه الملك الظاهر حتى صار أمير مائة ومقدم ألف وخازندارا، واستمر على ذلك إلى أن توفى الملك الظاهر برقوق وتسلطن من بعده ابنه الملك الناصر فرج صار يشبك هذا لالا له وأخذ يتألف قلوب الأمراء والمماليك الجلبان السلطانية حتى صار له حلف، وانضم عليه خلائق، فعند ذلك أخذ في ترشيد الملك الناصز فرج حتى تسيد بالأمر دون الأتابك أيتمش وغيره من أعيان الأمراء، فإنه رأى ما دام الملك الناصر في الحجر تكون الكلمة لأيتمش وليس يبقى ليشبك المذكور معه كلام، فرشد السلطان، فرفع يد أيتمش ورسم له بالترول من السلسلة إلى داره بالقرب من باب الوزير، كما كان يسكنها في الأيام الظاهرية، فسارت الفتنة لذلك، ونزل أيتمش من الإسطبل السلطاني إلى داره ثم ركب من الغد وركب جماعة من أعيان الأمراء، ووقع بين الفريقين الوقعة المشهورة، ذكرناها في عدة مواضع، وانكسر أيتمش بمن معه وخرج إلى البلاد الشامية، فاستقر بيبرس الدوادار أتابكا عوضا عن أيتمش، واستقر يشبك هذا في الدوادارية الكبرى، عوضا عن بيبرس، ومن ثم ظهر أمر يشبك المذكور وأخذ في التزايد، لا سيما لما ظفر الملك الناصر بالأتابك أيتمش والأمير تنم الحسني نائب الشام وقتلهما في سنة اثنتين وثمانمائة وقتل معهما جماعة كبيرة نحو العشرين أميرا، ولم يسلم من الجميع غير الوالد، وكان إذ ذاك أمير سلاح، والأمير أقبغا الأطروش نائب حلب، فحبسا
واستمر يشبك مدبر المملكة، وإليه جمع أمور المملكة من الولاية والعزل، إلى أن وثب عليه الأمير جكم من عوض ومعه سودون طاز وغيره، كما ذكرناه في ترجمة جكم، وقاتلوا يشبك المذكور وقبضوا عليه و على حواشيه، وحبسوهم الجميع بثغر الإسكندرية، وكان خروج يشبك من القاهرة إلى الإسكندرية في ليلة الإثنين سادس عشر شوال سنة ثلاث وثمانمائة، وتولى عوضه الدوادارية الأمير جكم، وأخذ وأعطى مدة إلى أن وثب عليه الأمير سودون طاز أمير آخور، ووقع بينهما حروب كثيرة إلى أن ظفر سودون طاز بجكم وحبسه بالإسكندرية مكان يشبك المذكور، وأعاده إلى رتبته كما كان أولا
ثم وقع ليشبك حوادث يطول شرحها إلى أن خلع الملك الناصر فرج نفسه من الملك واختفى، وتسلطن من بعده أخوه عبد العزيز برقوق وتلقب بالملك المنصور في سنة ثمان وثمانمائة، فلم تطل مدة عبد العزيز، وظهر الناصر فرج وعاد إلى ملكه وقبض على الأتابك بيبرس وولي الأمير يشيك هذا أتابك العساكر عوضه
فاستمر يشبك على ذلك مدة، ووقع بينه وبين الملك الناصر وحشة آلت إلى خروج يشبك عاصيا بجماعة من الأمراء إلى البلاد الشامية، وانضم إليه: الأمير شيخ المحمودي نائب الشام - أعني المؤيد - والأمير جكم من عوض نائب حلب الذي كان وقع بينه وبين يشبك أولا وحبسه، اتفق الجميع على قتال الملك الناصر فرج، وخرجوا من الشام نحو الديار المصرية، ومعهم جمع كبير ومنهم: الأمير قرايوسف بتركمانه وعسكره، ومشوا الجميع على الملك الناصر حتى وصلوا إلى صالحية بلبيس، خرج إليهم الملك الناصر بعسكره ونزل بالسعيدية بالقرب من بلبيس، فبيتوا الناصر تلك الليلة وكسروه، فانهزم الناصر إلى قلعة الجبل في أناس قلائل جدا على النجب، ثم وقع الخلف بين الأمراء الشاميين، وركب يشيك واختفى بمن معه في القاهرة، وعاد شيخ وقرايوسف وجكم إلى البلاد الشامية، وتركوا قتال الملك الناصر
واستمر الأمير يشبك مختفيا أياما، وظهر بالأمان وأنعم عليه السلطان وأعاده إلى رتبته كما كان أولا، وسافر مع السطان الملك الناصر فرج إلى البلاد الشامية، فلما وصل الناصر إلى دمشق قبض عليه، وعلى الأمير شيخ المحمودي نائب الشام، وحبسهما بقلعة دمشق، في يوم الأحد خامس عشرين صفر سنة عشرة وثمانمائة ووكل بهما الأمير منطوق وولاه نيابة قلعة دمشق
ولما قبض الملك الناصر عليهما هرب الأمير جاركس القاسمي المصارع، واختفى أمره على الناصر
ولما حبس يشبك هذا وشيخ بقلعة دمشق أخذا يتميلا منطوق في إطلاقهما، ولا زال به حتى وافقهما في ليلة الأثنين ثالث شهر ربيع الأول من السنة، فخرجا من قلعة دمشق، وخرج معهما منطوق المذكور، فمضوا إلى حال سبيلهم، وتخلف الأمير شيخ المحمودي واختفى بدمشق، ولما كان مكتوبا من القدم، وانضم على يشبك ومنطوق الأمير جاركس القاسمي المصارع وخرجوا الجميع من دمشق، فندب الملك الناصر خلفهم الأمير ينعوت، وقد ولاه نيابة دمشق، فساق حتى أدرك الأمير منطوق ثم قبض عليه بعد حرب، وحز رأسه وأرسلها إلى الملك الناصر، ونجا يشبك وجاركس واجتمعا مع شيخ على حمص، فبلغ خبرهما الناصر وأنهما في نحو ألف فارس، فكتب الملك الناصر إلى الأمير نوروز الحافظي - بعد ما قدم من بلاد التركمان إلى حلب طائعا للناصر - بأن يقاتل المذكورين وله نيابة دمشق، فامتثل نوروز أمر السلطان، وسار السلطان من دمشق يريد الديار المصرية، فعاد يشبك هذا وشيخ وجاركس إلى دمشق، ثم افترق شيه منهم، وجاءهم الخبر أن بكتمر جلق نزل على بعلبك في نفر قليل، فسار إليه يشبك وجاركس المصارع في عسكر، فمضى بكتمر إلى حمص، فوافاهم الأمير نورور بجمع كبير على بعلبك، فكان بينهم وقعة هائلة قتل فيها: يشبك صاحب الترجمة، وجاركس المصارع، وجماعة أخر، وذلك في يوم الجمعة ثالث عشر شهر ربيع الآخر سنة عشرة وثمانمائة، وأرسل الأمير نوروز برأس يشبك ورأس جاركس إلى الملك الناصر،فطيف بهما وعلقا أياما
وتولى الوالد أتابكا العساكر بالديار المصرية، عوضا عن الأمير يشبك، رحمه الله تعالى
وكان يشبك أميرا جليلا وقورا سيوسا ضخما، عالي الهمة، متجملا في مركبه و مماليكه وحواشيه، رحمه الله تعالى
Summary
Yashbak al-Shaʿbānī
- originally a mamlūk of al-Ẓāhir Barqūq and one of his khāṣṣ who were promoted to a high rank, becomes ʾamīr 100 and khāzindār
- after death Barqūq his son al-Nāṣir Faraj becomes sulṭān, Yashbak becomes lālā
- Yashbak tries to diminish the influence of ʾAytmish on al-Nāṣir Faraj, eventually leads to fitna between two groups, ʾAytmish is defeated, goes to Syria
- Baybars al-Dawādār becomes ʾatābak in stead of him and Yashbak becomes dawādār kabīr
- becomes important, especially when al-Nāṣir Faraj is victorious over ʾAytmish and Tanam, killed in 802 together with appr. 20 other ʾamirs, father Ibn Taghrī Birdī and and ʾAqbughā al-ʾAṭrūsh granted mercy and imprisoned
- becomes mudabbir mamlaka, conflict with Jakam min ʿIwaḍ, Sūdūn Ṭāz and others, caught together with his entourage all imprisoned in Alexandria, happens in 803
- conflict between Jakam and Ṭāz, won by Ṭāz, Yashbak returns to his former rank
- happens many things to Yashbak too long to tell, until disappearing of al-Nāṣir Faraj, his brother ʿAbd al-ʿAzīz becomes sulṭān in 808, al-Nāṣir returns and becomes sulṭān again, Baybars arrested, Yashbak becomes ʾatābak ʿasākir
- conflict with al-Nāṣir, eventually Yashbak leaves to Syria with several ʾamīrs, list of ʾamīrs who join him, they all agree to fight al-Nāṣir, leave to Egypt, description of fight, al-Nāṣir defeated, flees to qalʿat al-jabal, Yashbak disappears, other amīrs go to Syria
- al-Nāṣir makes him return, travels with him to Damascus, arrests him together with Shaykh, imprisoned in qalʿa of Damascus, in 810, Manṭūq entrusted with them
- Manṭūq frees them, joined by al-Qāsimī
- al-Nāṣir assigns Yanʿūt to follow them, manages to catch up with Manṭūq, arrests him, cuts off head, sends it to al-Nāṣir
- Yashbak, Jārkas and Shaykh saves their skin and leave to Ḥoms
- al-Nāṣir writes Nawrūz al-Ḥāfiẓī to fight them, obeys
- Shaykh splits from them, fight at Baʿlbak between two groups, many killed like this Yashbak on Friday 13 Rabīʿ al-ʾĀkhir 810, head send to al-Nāṣir
- father of Ibn Taghrī Birdī becomes ʾatābak ʿasākir instead of him
- short description of personal characteristics

Related properties
33
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10801

Events (0)

Practice (0)

Places (0)