يلبغا بن عبد الله الناصري الظاهري الأتابكي، الأمير سيف الدين أتابك العساكر بالديار المصرية
كان من مماليك الظاهر برقوق ومن أعيان خاصكيته، ونسبته بالناصري إلى جالبه خواجا ناصر الدين، ولما توفى الملك الظاهر برقوق في سنة إحدى وثمانمائة وتسلطن من بعده ولده الملك الناصر فرج ترقى المذكور في دولته حتى صار أمير مائة ومقدم ألف بالديار المصرية، ثم ولي حجوبية الحجاب بها، واستمر على ذلك إلى أن تجرد الملك الناصر فرج إلى البلاد الشامية في سنة أربع عشرة وثمانمائة جعله نائب الغيبة بالقاهرة، وسافر الناصر إلى الشام وقُتل في سفرته، فلما قدم الأمير الكبير شيخ المحمودي إلى القاهرة، وهم مدبر مملكة المستعين بالله العباس أخلع على يلبغا الناصري هذا بإمرة مجلس، واستقر عوضه في الحجوبية الأمير إينال الصصلاني وذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وثمانمائة، واستمر على ذلك حتى تسلطن الملك المؤيد شيخ في يوم الاثنين مستهل شعبان من السنة، فلما كان سادس الشهر المذكور أخلع على الأمير يلبغا الناصري باستقراره أتابك العساكر المنصورة بالديار المصرية، عوضا عنه
فاستمر الناصري في الأتابكية مدة، وسافر مع السلطان الملك المؤيد إلى البلاد الشامية لقتال الأمير نوروز الحافظي، وعاد إلى القاهرة وهو مريض ملازم للفراش إلى أن توفى في ليلة الجمعة ثاني شهر رمضان المعظم سنة سبع عشرة وثمانمائة، قضى من الغد
وهو ثالث يلبغا يعرف بالناصري، وكل من الثلاثة ولي أتابكية العساكر بلديار المصرية، كما وقع في يشبك أيضا، انتهى
وكان أميرا كبيرا جليلا، معظما في الدول، قورا دينا خيرا متواضعا
كنت أنا وإخوتي إذا دخلنا إليه في المواسم للسلام عليه يثب على قديميه عندما يقع نظره علينا إلى أن نجلس عنده، ويجلس على ركبته حتى نقوم من عند ونعود
وكان يميل إلى فعل الخير والمعروف، ويكره الشرور والفتن، وهو كان أحد أوصياء الوالد رحمه الله تعالى
وولي الأتابكية من بعده الأمير الطنبغا العثماني المتقدم ذكره، رحمه الله تعالى