يونس بن عبد الله الركني الأعور، الأمير سيف الدين
هو من عتقاء الأتابك بيبرس ابن أخت الظاهر برقوق، وتنقل بعد أستاذه في الخدم إلى أن صار في الدولة المؤيدية شيخ من أمراء الطبلخانات وخازندار، ثم نقله إلى نيابة غزة، وتولى الخازندارية من بعده الأمير جقمق العلائي، أعني الملك الظاهر فاستمر في نيابة غزة إلى أن أُمسك بعد موت الملك المؤيد وحُبس مدة ثم أُفرج عنه وصار من جملة أمراء الألوف بدمشق فلما توجه الملك الأشرف برسباي إلى البلاد الشامية في سفرة آمد وعاد تقله إلى نيابة غزة ثانيا، بعد موت الأتابك جانبك الحمزاوي وكان جانبك الحمزاوي ولي نيابة غزة وهو في حلب بعد انتقال نائبها الأمير إينال الأجرود إلى نيابة الرها، فمات جانبك الحمزاوي قبل أن يصل إلى غزة، فوليها بعده بونس هذا، فباشر نيابتها سنين، ثم نُقل إلى نيابة صفد بعد الأمير تمراز الخازندار، فأقام بصفد مدة ثم عزل وعاد إلى دمشق على إمرة مائة وتقدمة ألف بدمشق، كما كان أولا، واستمر على ذلك سنين، وقدم القاهرة لما عصى الأمير إينال الجكمي نائب الشام، فأنعم عليه الملك الظاهر جقمق أشياء، وعاد إلى دمشق
واستمر بها مدة إلى أن أخرج الملك الظاهر إقطاعه وجعله بطالا بدمشق، ودام على ذلك إلى أن توفى بدمشق سنة إحدى وخمسين وثمانمائة
وكان، رحمه الله تعالى، مسرفا على نفسه جدا، قليل البركة في رزقه، مات فقيرا، رحمه الله تعالى وعفا عنه