أبو بكر بن علي، القاضي زكي الدين بن بدر الدين، الشهير بابن الخروبي، التاجر المصري الكارمي
كان من أعيان تجار الكارم، بل انتهت إليه رئاستهم في زمانه، وكان آخر تجار الكارم المشار إليهم، وبموته انقرضوا
توفى يوم الخميس تاسع عشر المحرم سنة سبع وثمانين وسبعمائة، وخلّف مالا كثيرا، ووصى بأشياء كثيرة: من ذلك أنه أوصى للملك الظاهر برقوق بثلاثين ألف دينار، وجعل الأمير جاركس الخليلي وقاضي القضاة صدر الدين المناوي نظارين، وأوصى أن يفرق على طلبة العلم من كل مذهب ألف دينار، وهو صاحب المدرسة والدار التي بجانبها على شاطئ نيل مصر، وقد احترقت الدار في الدولة الأشرفية برسباي، وكنت قد رأيتها قبل أن تُحرق، فكانت عظيمة
قال الشيخ تقي الدين أحمد المقريزي: أخبرني الطبيب الفاضل شمس الدين محمد ابن الصُّغير، وابن صغير هذا خلاف بني الصغير، أنه حج معه وجاور بمكة سنة، فأنعم عليه في دفعة واحدة بألف مثقال ذهب مصري، سوى جميع كلفته، وأخبرني الشيخ محمد بن المؤذن أنه أنعم عليه في مكة بخمسمائة مثقال ذهب مصري دفعة واحدة، وكتب له على وكلائه بعدن بخمسمائة مثقال لأنه كان متوجها إليها فقبضها منهم، وله مثل هذا كثير، وآخر ما عهدته وهو مريض، وقد نزل بالجيزة في خيمة كبيرة من الجوخ القص، وهو على سرير كهيئة السلطان، ومات في مرضه هذا. انتهى كلام المقريزي باختصار رحمه الله تعالى