Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 5: 316, 7 - 324, 5

Reference
5: 316, 7 - 324, 5
Text
دمرداش بن عبد الله المحمدي الأتابكي الظاهري، الأمير سيف الدين
هو أيضا من مماليك الملك الظاهر برقوق، وممن صار خاصكيا سلاح دارا في سلطنة برقوق الأولى
فلما خلع برقوق وحبس بالكرك، ونفيت مماليكه أخرج دمرداش هذا إلى الشام، وصار بخدمة نائبها الأمير بزلار العمري ـ كما تقدم ذكره في ترجمة دقماق.و استمر بدمشق إلى أن خرج أستاذه الملك الظاهر برقوق من حبس الكرك، وتسلطن ثانيا أنعم على دمرداش هذا بإمرة بالبلاد الشامية، ثم ولاه نيابة حماة. فاستمر في نيابة حماة إلى سنة خمس وتسعين، نقل إلى نيابة طرابلس بعد عزل الأمير إياس الجرجاوي عنها وتوجهه إلى دمشق أتابكا بها بعد انتقال تنم الحسني منها إلى نيابة دمشق
و تولى نيابة حماة بعد الأمير آقبغا الصغير؛ فدام دمرداش في نيابة طرابلس إلى أن تجرد الظاهر برقوق إلى البلاد الشامية في سنة ست وتسعين، قبض عليه، وولي عوضه في نيابة طرابلس الأمير أرغون شاه الإبراهيمي نائب صفد
و استقر في نيابة صفد بعد أرغون شاه المذكور آقبغا الهذباني أتابك حلب،ثم أطلقه برقوق من يومه بشفاعة والدي - رحمه الله - فيه، وأنعم عليه بأتابكية حلب عوضا عن آقبغا الهذباني المستقر في نيابة صفد؛ فدام دمرداش بحلب، وقد ولي نيابتها والدي سنين إلى أن نقل إلى نيابة حماة ثانيا، عوضا عن الأمير يونس بلطا بحكم انتقاله إلى نيابة طرابلس، عوضا عن أرغون شاه الإبراهيمي بحكم انتقاله إلى نيابة حلب، بعد عزل والدي عنها وقدومه إلى الديار المصرية أمير مائة ومقدم ألف بها، واستقراره أمير سلاح
فاستمر الأمير دمرداش المذكور في نيابة حماة إلى أن توفى الملك الظاهر برقوق وعصى الأمير تنم نائب الشام على الملك الناصر، وسأله تنم على موافقته فأبى؛ فأرسل تنم إلى حصاره عسكرا، ثم أذعن لموافقته لما بلغه موافقة والدي لتنم المذكور، وحضر إلى دمشق، وسار مع تنم لقتال الملك الناصر
فلما التقى الفريقان فر دمرداش المذكور من عسكر تنم، ولحق بالملك الناصر
فلما انتصر الملك الناصر، وقبض على تنم ورفقته واستقر دمرداش هذا في نيابة حلب،فتوجه إليها ودخلها في أول شهر رمضان سنة اثنتين وثمانمائة. وأقام بها إلى شوال من السنة، ورد عليه الخبر بقدوم قرا يوسف والسلطان أحمد بن أويس صاحب بغداد إلى الساجور جافلين من تيمور، فجمع الأمير دمرداش العساكر، واستنجد بالأمير دقماق المحمدي نائب حماة المتقدم ذكره - وتوجه لقتال قرا يوسف والسلطان أحمد، فطرقهم دمرداش بالساجور، واقتتل الفريقان إلى أن انكسر الأمير دمرداش هذا كسرة شنيعة، ورجع دمرداش إلى حلب في دون العشرة أنفس، وأخذ جميع ما كان معهم، وأمسك الأمير دقماق نائب حماة إلى أن افتدى وأطلق، فأخذ أمر حلب من يومئذ في النقص والتلاشي إلى أن قدمها تيمور في سنة ثلاث وثمانمائة وأخذها بالأمان في شهر ربيع الأول من السنة، وفعل فيها ما فعل ـ حسبما ذكرناه في غير هذا الموضع
ثم إن تيمور أخلع على دمرداش وأكرمه؛ ولهذا تقول أهل حلب إن دمرداش كان مباطنا مع تيمور في أخذ حلب، وأخذه تيمور صحبته نحو دمشق
فلما سمع دمرداش بقدوم الملك الناصر بالعساكر المصرية لقتال تيمور فر من تيمور وأتى الناصر، ودام معه إلى أن عاد تيمور إلى بلاده، خلع عليه بنيابة حلب ثانيا، وعلى والدي بنيابة دمشق أيضا ثانيا، وتوجها إلى محل كفالتهما، ودام دمرداش في نيابة حلب إلى أن عزل بالأمير دقماق نائب حماة. ووقع بينهما وقعة انكسر دمرداش فيها، وانهزم إلى بلاد التركمان، وذلك في سنة أربع وثمانمائة، فدام في تلك البلاد نحوا من سنة، وطلب الأمان، فأنعم عليه بنيابة طرابلس، فتوجه إليها، واستمر بها إلى سنة ست وثمانمائة نقل إلى نيابة حلب ثالثا، فدخلها في مستهل شهر رمضان سنة ست، واستمر بها إلى شعبان من سنة سبع وثمانمائة طرقه الأمير جكم من عوض بها، وتقاتلا، فانكسر دمرداش، وتوجه إلى ناحية إياس، وركب منها البحر وتوجه إلى القاهرة، فولاه الملك الناصر نيابة حلب، ورسم له بالعود. ثم عزله بعد خروجه إليها، فعاد إلى التركمان، وجال في تلك البلاد
ثم جمع وطرق حلب بغتة، وأخذها في سنة ثمان وثمانمائة
فلما سمع نائبها الأمير علان، وهو بحماة عند دقماق نائب حماة، ركب من وقته إلى حلب، ومعه الأمير نوروز الحافظي وأخرجاه منها، فهرب. ثم هجم بعد ذلك على حماة وأخذها، فجاءه ابن سقلسيز التركماني نائب شيزر وأخرجه منها، فتوجه إلى الأمير شيخ المحمودي نائب دمشق، ودام عنده إلى أن اتفق بين جكم وبين شيخ الوقعة المشهورة بين حمص والرستن، وانكسر شيخ، عاد دمرداش مع شيخ إلى القاهرة؛ فأنعم عليه الملك الناصر بإمرة مائة وتقدمة ألف بها. واستمر بالقاهرة إلى أن توجه الناصر إلى البلاد الشامية في سنة تسع خرج معه دمرداش المذكور
فلما وصل السلطان إلى حلب، ولاه نيابتها، فلم يثبت، وخرج منها خوفا من جكم من عوض، وعاد صحبة السلطان إلى الديار المصرية، فاستمر بها إلى سنة عشر ولي نيابة صفد، فلم تطل مدته بها، ونقل إلى نيابة حلب بعد قتل جكم من عوض بآمد، فدام بحلب مدة يسيرة، وطرقه الأمير شيخ، وأخذ حلب منه، فخرج هاربا إلى أنطاكية، واستمر بأنطاكية إلى أن وصل الملك الناصر إلى حلب حضر دمرداش إليه، وعاد صحبته إلى الديار المصرية، واستقر بها أتابك العساكر، عوضا عن والدي - رحمه الله - بحكم انتقاله إلى نيابة دمشق - و هي نيابته الثالثة - ودام على ذلك إلى أن تجرد الملك الناصر إلى البلاد الشامية في أواخر سنة أربع عشرة وثمانمائة، لقتال الأمير شيخ ونوروز، وواقعهم
ثم انهزم الناصر - حسبما سنذكره في موضعه إن شاء الله تعالى - ودخل إلى دمشق، فوجد والدي محتضرا، ثم توفى من الغد، فحضر الناصر الصلاة عليه، ودفنه بتربة الأمير تنم الحسني، وذلك في يوم الخميس سادس عشر المحرم من سنة خمس عشرة ثم توجه إلى قلعة دمشق، واستقر بالأمير دمرداش هذا في نيابة دمشق عوضا عن والدي - رحمه الله - فباشر دمرداش نيابة دمشق عشرة أيام، وخلع الناصر فرج في يوم السبت خامس عشرينه
و تسلطن الخليفة المستعين بالله العباسي، واشتد الحصار على الملك الناصر بقلعة دمشق، وعنده الأمير دمرداش المذكور ودام معه إلى ليلة الأحد عاشر صفر من السنة، فر دمرداش من عنده، وتوجه إلى حلب، وأقام بالبلاد الحلبية مدة، وصار ينتقل من بلد إلى أخرى إلى أن تسلطن المؤيد شيخ، وعصى عليه الأمير نوروز الحافظي، وجهز كل منهما يستميل دمرداش إلى نفسه فمال إلى نوروز على أن يعطيه نيابة حلب
و كان فيها من قبل نوروز يشبك بن أزدمر نائبا ـ فرسم له نوروز بذلك، ثم رجع عن ذلك، ثم وردت ملطفات من الملك المؤيد إلى حلب بنيابة دمرداش نيابة حلب، فلم تصل يده لإخراج نائبها، وطال عليه الأمر، فركب البحر، وقدم إلى الديار المصرية
حسبما ذكرنا في ترجمتي أولاد أخيه قرقماس وتغري بردى - يعني سيدي الكبير وسيدي الصغير - ووصل القاهرة في يوم السبت مستهل شهر رمضان، فأكرمه السلطان الملك المؤيد، وأخلع عليه
و كان الأمير دمرداش هذا هو وأولاد أخيه سيدي الكبير قرقماس وسيدي الصغير تغري بردى، لا يجتمعون عند سلطان جملة؛ خوفا من القبض عليهم.فلما اجتمع هؤلاء الثلاثة عند الملك المؤيد - يعني دمرداش وولدا أخيه - لكن كان ابن أخيه سيدي الصغير قد خرج من القاهرة، بمنزلة الصالحية لنيابة غزة، وكان في ظن دمرداش أنه خرج قبل ذلك، وأنه بغزة
فلما رأى المؤيد حضور دمرداش إلى القاهرة، وعود سيدي الكبير من نيابة دمشق، وهو أيضا بالقاهرة، أرسل بجماعة من الأمراء من يومه إلى الشرقية على أنهم يكبسوا العرب، وندبهم في الباطن للقبض على تغري بردى سيدي الصغير بالصالحية
ثم أرسل خلف دمرداش هذا وخلف ابن أخيه قرقماس سيدي الكبير - المتولي نيابة دمشق، عوضا عن الأمير نوروز الحافظي إلى القلعة، وقبض عليهما في ليلة السبت ثامن شهر رمضان سنة ست عشرة وثمانمائة، وحملا إلى حبس الإسكندرية
ثم حضرت الأمراء من الصالحية، ومعهم سيدي الصغير في الحديد؛ فحبس بقلعة الجبل إلى أن قتل في أول شوال. ثم قتل سيدي الكبير قرقماس بثغر الإسكندرية في السنة المذكورة أيضا
و دام دمرداش هذا في حبس الإسكندرية إلى سنة ثمان عشرة وثمانمائة، أرسل المؤيد بقتله؛ فقتل في يوم السبت ثامن عشر المحرم من السنة، وله نحو خمسين سنة
و كان أميرا كبيرا، شجاعا، مقداما، عارفا، جوادا كريما، باشر الحروب وحضر الوقائع، وتنقل في عدة ولايات وأعمال جليلة، إلا أنه كان قليل السعادة في حركاته، مع معرفة تامة، وخديعة، ومكر، ودهاء. وكان يعظم العلماء، ويحب أهل الصلاح
و بنى بحلب جامعا كان قد أسسه الأمير أقبغا الهذباني الأطروش؛ فكمله، ووقف عليه وقفا جيدا، وبنى بطرابلس أيضا زاوية عظيمة على بركة راوية، معروفة به
و كان يلوذ لنا بقرابة، وهو أحد أوصياء والدي ـ رحمهما الله تعالى وعفا عنهما
Summary
Damurdāsh al-Muḥammadī
- a mamlūk of al-Ẓāhir Barqūq, becomes khāṣṣakī and silāḥdār during first reign of Barqūq
- when Barqūq is in Karak, comes in khidma of Buzlār al-ʿUmarī, stays in becomes ʾamīr in al-Bilād al-Shāmīya, then nāʾib of Ḥamāh when Barqūq becomes sulṭān a second time, until 795 when he becomes nāʾib of Tripoli until Barqūq goes to al-Bilād al-Shāmīya in 796, is arrested
- freed through mediation of my father, appointed as ʾatābak ʾasākir in Aleppo.
- info on father Ibn Taghrī Birdī
- stays nāʾib of Ḥamā until death of Barqūq, refuses to join Tanam in his resistance against al-Malik al-Nāṣir, sends army, eventually gives in because he heart my father also joined Tanam, goes to Damascus and joins Tanam to fight al-Malik al-Nāṣir, flees from Tanam, joins al-Malik al-Nāṣir
- al-Nāṣir wins, arrests Tanam, Damurdāsh becomes nāʾib of Aleppo in 802
- fight with Duqmāq al-Muḥammadi against Qarā Yūsuf and sulṭān ʾAḥmad b. ʾUways, defeated
- returns to Aleppo, taken by Taymūr in 803, treats Damurdāsh well, goes with Taymūr to Damascus
- flees to al-Nāṣir when he comes to fight Taymūr, Taymūr returns to his country, becomes nāʾib of Aleppo for a second time
- conflict with Duqmāq, Damurdāsh defeated, flees to Bilād al-Turkumān in 804, askes safeguarding, goes Tripoli, stays there until 806, becomes nāʾib of Aleppo for the third time until 807
- fight with Jakam Min ʿIwaḍ, Damurdāsh defeated, goes to Cairo, ordered to return to Aleppo, dismissed, returns to al-Turkumān
- takes Aleppo by suprise in 808, ʿUlān nāʾib of Aleppo comes with Nawrūz al-Ḥāfiẓī to Aleppo, Damurdāsh flees, attacks Ḥamā, expelled, goes to Damascus, stays with Shaykh al-Maḥmūdī,
- famous conflict between Shaykh and Jakam, Shaykh deeated, goes with Shaykh to al-Qāhira
- appointed ʾamīr 100
- goes with al-Nāṣir to al-Bilād al-Shāmīya in 809, appointed nāʾib of Aleppo, leaves Aleppo, fears Jakam, returns to Cairo with sulṭān
- becomes nāʾib of Ṣafad in 810, after short time send to Aleppo as nāʾib after death Jakam
- Aleppo taken by Shaykh, flees to ʾAnṭakīya stays there until al-Nāṣir comes to Aleppo, returns with al-Nāṣir to Cairo, becomes ʾatābak ʿasākir until al-Nāṣir goes to al-Bilād al-Shāmīya in 814 to fight Shaykh and Nawrūz, escapes to Damascus, meets my father dying, dies next day, buried in turba of al-ʾAmīr Tanam al-Ḥasanī on Friday 16 Muḥarram 815, Damurdāsh becomes nāʾib of Damascus after him
- al-Mustaʿīn bi-llāh becomes khalīfa, Damurdāsh stays with al-Nāṣir until the night of sunday 10 Ṣafar flees from him and goes to Aleppo, wanders from country to country until al-Muʾayyad Shaykh becomes sulṭān, Nawrūz revolts against al-Muʾayyad Shaykh,
- Damurdāsh in conflict Nawrūz and al-Muʾayyad, sides first with Nawrūz because he makes him nāʾib of Aleppo, because it doesn’t work out and hears positive rumors comes to Cairo to al-Muʾayyad
- eventually arrested and killed by order of al-Muʾayyad, like Taghrī Birdī Sayyidī al-Ṣaghīr and Qurqumās Sayyidī al-Kabīr before him, in Alexandria on Saturday 18 Muḥarram 818, he was appr. 50 years
- description of personal characteristics







Related properties
53
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10225

Events (0)

Practice (0)

Places (0)