Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 12: 122, 10 - 126, 18

Reference
12: 122, 10 - 126, 18
Text
يشبك بن عبد الله الساقي الظاهري الأتابكي، المعروف بالأعرج، الأمير سيف الدين، أتابك العساكر بالديار المصرية
هو أيضا من مماليك الظاهر برقوق وممن صار خاصكيا في أيام أستاذه وساقيا
حكي الأمر كزل العجمي الظاهري، الذي ولي حجوبية الحجاب في الدولة الناصرية فرج ثم صار من جملة طبلخانات في الدولة الأشرفية برسباي، وكان قد بقي يشبك هذا أتابك العساكر بعد موت الأتابك قجق، فأخبرني الأمير كزل في تلك الأيام قال: تنظر الأمير يشبك هذا؟ قلت: نعم، قال: هو مملوكي وفي رقّى إلى الآن، قلت: وكيف ذلك؟ قال: أنعم على به الملك الظاهر برقوق، وأنا يومئذ بجمعة أو عنده، قبل وقعة منطاش و الناصري، فلما خُلع أستاذنا الظاهر برقوق، تشتتنا في البلاد إلى أن عاد الملك الظاهر برقوق إلى ملكه، وحضرت أنا إلى القاهرة، رأيت مملوكي يشبك هذا قد صار من جملة المماليك السلطانبة لأنه كان في الطبقة مع بتاني فاختلط، معهم، وأخذ عتاقة الملك الظاهر برقوق، ففرحت بذلك، وقلت في نفسي: هو مملوكي، وصار ابني ولا بأس بذلك، وضرب الدهر بضربته إلى ما ترى، وها هو الآن ينكر ذلك كله بالكلية، انتهى
قلت: واستمر يشبك هذا ساقيا إلى أن مات الملك الظاهر برقوق، ووقع تلك الفتن والشرور، وتداولت بعد ذلك سنين، وكان يشبك المذكور من رؤوس القوم ومن شرارهم حتى انضم على يشبك الشعباني، المتقدم ذكره، وصار من حزبه، وحضر معه تلك الحروب والوقائع إلى أن أصابه في بعضها جراحات هائلة كاد يهلك منها، ولزم الفراش زشهرا إلى أن قام أعرج بطال الشقفة اليمني
فلما عوفي عاد إلى ما كان عليه، وانضم على الأمير نوروز الحافظي، وولي له نيابة القلعة بحلب بعد قتل الناصر فرج، ودام من حزب نوروز إلى أن قتل نوروز وقبض الملك المؤيد شيخ على حواشيه قبض يشبك هذا أيضا وحبسه مدة، ثم أخرجه إلى مكة المشرفة، ثم بدا له أن ينفيه إلى اليمن، وقال: إقامته بمكة غير مصلحة فإنه يُعلّم مماليكي الذين يحجون في الموسم الشرور والفتن، فتكلم مع المؤيد بعض الأمراء في عدم نفيه إلى اليمن، فاستمر بمكة إلى أن حج الأمير طوغان - الأمير آخور في سنة اثنتين وعشرين وثمانمائة، وعاد إلى القاهرة يشفع في يشبك هذا، فرسم المؤيد بعوده من مكة وتوجهه إلى القدس الشريف بطالا،فتوجه يشبك المذكور إلى القدس في البحر في غير أيام الموسم، لقحط كان بمكة
وأقام به إلى أن طلبه الأمير ططر، وقد صار مدبر مملكة الملك المظفر أحمد ابن المؤيد شيخ، بعد موته في محرم سنة أربع وعشرين وثمانمائة، فحضر إلى القاهرة ولزم خدمة الأمير ططر، وصار ططر يستشيره فيما يفعله، إلى أن سافر ططر بالملك المظفر إلى البلاد الشامية في السنة المذكورة، أمر يشبك هذا بالإقامة بالقاهرة عند حرمه، فسكن معهم في بيت فتح الله بالقرب من السبع قاعات، وصار يجلس على الباب كالزمام، فاستمر على ذلك مدة، ثم تجهز ولحق بالأمير ططر إلى البلاد الشامية، إلى أن قدم ططر إلى الديار المصرية بعد ما تسلطن بدمشق في مستهل شهر رمضان من السنة، وقد صفا له الوقت، فأنعم على يشبك هذا بأشياء كثيرة، وقربه، واختص به إلى الغاية، كل ذلك والملك الظاهر ططر ضعيف ملازم الفراش حتى مات في ذي الحجة من السنة أيضا وتسلطن ولده الملك الصالح محمد بن الملك الظاهر ططر، وصار الأمير برسباي الدقماقي الدوادار الكبير مدبر مملكته - بعد القبض على الأتابك جانبك الصوفي - فأنعم عليه برسباي بإمرة مائة ونقدمة ألف بالديار المصرية دفعة واحدة من الجندية، في يوم ثامن عشرين المحرم سنة خمس وعشرين وثمانمائة، ورسم له أن يسكن بطبقة الزمام بقلعة الجبل، فسكنها دهرا
وعظم عند الملك الأشرف برسباي وضخم، ونالته السعادة، وصار له الوجاهة التامة في الدولة والحرمة الوافرة إلى أن خلع عليه الملك الأشرف برسباي باستقراره أتابك العساكر بالديار المصرية - بعد موت الأمير قجق الشعباني - في شهر رمضان سنة نسع وعشرين وثمانمائة، وأمره أن ينزل من القلعة الجبل ويسكن دار الأمير الكبير العادل، فنزل يشبك وسكنها، وعظم عليه نزوله من القلعة، حتى لقد سمعت من بعض الناس أنه قال: لو علمت أني أنزل من الطبقة ما قبلت الإمرة الكبرى واستمريت على إمرتي
ولما نزل من القلعة انحط قدره قليلا ببعده عن السلطان
واستمر على ذلك إلى أن توفى بالقاهرة في يوم السبت ثالث جمادى الآخرة سنة إحدى وثلاثين وثمانمائة
وولي الأتابكية من بعده الأمير جار قطلو الظاهري
وحضر السلطان الصلاة عليه بمصلاة المؤمني بالرملة، ودفن بتربته بالصحراء بالقرب من جامع طشتمر حمص أخضر
وكان يشبك المذكور أميرا عاقلا سيوسا، كثير الدهاء والمكر، عارفا بأمور المملكة والتقرب على خواطر الملوك، وكان يكتب المنسوب بالنسبة إلى أبناء جنسه، ويتفقه، وله مشاركة لا بأس بها، مع إظهار التدين والعبادة، والعفة عن المنكرات والفروج على أنه كان مسيكا شحيحا حريصا على جمع المال، وكانت نفسه تحدثه بأمور كنت ألمحها منه، وكان يعجبه الثناء على تيمور لنك لكونه كان أعرج وقد ملك ما ملك، وكان يقول في بعض أقواله: ما يُطلب من الملوك الفروسية، وإنما يُطلب منهم المعرفة والتدبير والسياسة، كل ذلك تلويح لما كان به من العرج والعجز عن الحركة، وكان قوي العرج
ولما كان ساكنا بالقلعة كانت له حرمة عظيمة وأبهة، منها: أنه لما كان يحضر مع الأمراء في ليالي الخدم بالقصز السلطاني ويبيت به مع جملة الأمراء، ثم يصبح النهار، فينزل كل أمير من الأمراء من القصر الفوقاني إلى القصر التحتاني الكبير الذي فيه الفسقية، ويتهيأ للوضوء والصلاة ويلبس قماش الخدمة، إلا الأمير يشبك هذا فإنه لا يتحرك من القصر الفوقاني - الذي يتوصل منه إلى الخرجة حيث السلطان فيه - بل يتوضأ مكانه، ويلبس قماشه، ويجلس على مدورة في الشباك المطل على القصر الوسطاني - الذي فيه الشراب خاناه - والسلطان داخل الخرجة، إلى أن يُفتح الباب وتدخل الخاصكية إلى خدمة السلطان، ويخرج إلى خدمته، حتى تتكمل الخدمة، وينزل رأس نوبة الجمدارية يطلب الأمراء مقدمى الألوف من القصر الكبير فيستمر يشبك على مدورته حتى تمر به الأمراء، فيقوم عند ذلك ويمشي معهم تلك الخطوب اليسيرة حتى يدخل إلى السلطان ويجلس رأس الميسرة
واستمر على ذلك إلى أن ولي الإمرة الكبرى تغير عن ذلك كله، وصار يطلع مع الأمراء ويجلس على الميمنة على عادة الأتابكية، إلى أن توفى، رحمه الله تعالى
وخلف مالا جما، وبنتا واحدة تزوجها الملك الصالح محمد بن ططر، ومات عنها، ثم تزوجها من بعده الملك الأشرف برسباي وطلقها وزوجها لمملوكه الأمير يخشي باي، الأمير آخور، المتقدم ذكره. انتهى
Summary
Yashbak al-ʾAʿraj
- mamlūk of al-Ẓāhir Barqūq, and who became sāqī and khāṣṣakī
- according to Kizil al-ʿAjamī: ḥājib ḥujjāb and ʾamiīr 040, when Yashbak was ʾatābak ʿasākir: he was a mamlūk of him, got him from al-Ẓāhir Barqūq, conflict with Minṭāsh and al-Nāṣirī, Kizil goes to Syria, when Barqūq returns, Kizil returns to Cairo, sees Yashbak still belongs mamlūk sulṭānīya, freed, is ingnorant about this
- stays saqī until al-Ẓāhir Barqūq dies, conflicts and mischief, one of their leading personalities, joins Yashbak al-Shaʿbānī, wounded, heals
- joins Nawrūz al-Ḥāfiẓī, appointed as nāʾib qalʿa in Aleppo after death al-Nāṣir Faraj, stays with Nawrūz until he’s killed and his ḥawāshī, like this Yashbak arrested by al-Muʾayyad and imprisoned for a while.
- send to Mekka, eventually banished to Jerusalem as baṭṭāl
- stays in Jerusalem until asked to come to Cairo by Ṭaṭar, becomes lāzim of Ṭaṭar, when Ṭaṭar leaves to Syria in 824, asks to stay in his ḥaram, sits at the door like a zimām
- prepares to join Ṭaṭar in Syria, Ṭaṭar comes to Egypt after becoming sulṭān in Damascus, becomes his khāṣṣ, Ṭaṭar weakens, dies in 824
- al-Malik al-Ṣāliḥ Muḥammad becomes sulṭān, Barsbāy al-Duqmāqi becomes mudabbir mamlaka,
- appointed as ʾamīr 100 by Barsbāy in 825, decreet to live in qalʿa
- becomes important in Egypt, appointed as ʾatābak al-ʿasākir in 829, ordered to leave al-qalʿa and to live in the house of al-ʾAmir al-Kabīr al-ʿĀdil
- his power over the sulṭān becomes less because of not living in al-qalʿa
- dies in Cairo on Thursday 3 Jumādā al-ʾĀkhira 831, Jār Quṭlū becomes ʾatābak after him
- description of personal characteristics
- in a way he adlires Tīmūr because of him also being lame
- example of his splendour and importance when he lived in al-qalʿa, description of rituals
- he had a daughter who married with Muḥammad b. Ṭaṭar and after his death with al-ʾAshraf Barsbāy, divorced her, married to his mamlūk Yakhshī Bāy
Related properties
63
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10802

Events (0)

Practice (0)

Places (0)