Ibn Taghrī Birdī, al-Manhal 9: 142, 6 - 146, 6

Reference
9: 142, 6 - 146, 6
Text
كمشبغا بن عبد الله الحموي اليلبغاوي، الأمير سيف الدين، أتابك العساكر بالديار المصرية
كان بمنزلة عظيمة عند أستاذه الأتابك يلبغا العمري الحسني الخاصكي، صاحب الكبش، و أستاذ الملك الظاهر برقوق، و أنعم عليه بإمرة طبلخاناة و جعله رأس نوبته، و لهذا كان برقوق يدعوه أغاه، و استمر على ذلك إلى أن قُتل يلبغا في ليلة الأحد عاشر شهر ربيع الآخر سنة ثمان و ستين و سبعمائة قدمه الأتابك أسندمر و أقره على إمرته إلى أن كانت وقعة أسندمر المذكورة مع الأشرف شعبان، و انضم عليه المماليك اليلبغاوية، و انكسر أسندمر، و قُبض عليه، و حُبس غالب اليلبغاوية و تشتت شملهم، و أُخرجوا إلى البلاد الشامية و حُبسوا بقلاعها إلى أن تمكن الأمير طشتمر الدوادار في الدولة الأشرفية شعبان - أفرج عنهم، و استخدم غالبهم في باب السلطان، فكان من جملتهم كمشبغا المذكور، و دام على ذلك إلى أن قُتل الملك الأشرف شعبان ابن حسين و صار أمر الدولة إلى الأمير بن برقوق العثماني و بركة الزيني، أُنعم عليه بإمرة عشرة في حلب، ثم نُقل إلى تقدمة ألف بدمشق، ثم استقر في نيابة حماة عوضا عن أرغون شاه الإسعردي، كل ذلك في دون السنة ثم ولي نيابة الشام في شهر رجب سنة ثمانين و سبعمائة عوضا عن بيدمر الخوارزمي - في نيابة بيدمر الرابعة - فأقام كمشبغا المذكور في نيابة دمشق إلى سنة اثنتين و ثمانين و سبعمائة، و قُبض عليه و حُبس مدة، ثم أُطلق و استقر في نيابة صفد، ثم نُقل منها بعد ستة شهور إلى نيابة طرابلس عوضا عن الأمير إينال، فلم تطل مدته بها، و نُقل إلى أتابكية دمشق في نيابة بيدمر الخوارزمي السادسة فأقام بها عشرين يوما قُبض عليه لأنه أراد الفتك ببيدمر المذكور نائب دمشق، و حُبس أربعة أشهر ثم أطلق و نُفى إلى بعلبك بطالا، ثم أٌعيد إلى نيابة صفد عوضا عن الأمير مأمور القلمطاوي، فأقام بصفد نحو السنة، ثم نُقل إلى نيابة طرابلس ثانيا، فأقام بطرابلس في هذه المرة نحو الأربع سنين و نصف، ثم طُلب إلى دمشق و سُجن بها عشرة أشهر و عشرة أيام حتى أفرج عنه الناصري و منطاش - بعد أن خرجا عن طاعة الملك الظاهر برقوق - في سنة إحدى و تسعين و سبعمائة و توجه معهما إلى الديار المصرية، و خلع الظاهر برقوق و استولى الناصري على الديار المصرية، ولّى كمشبغا هذا نيابة حلب عوضا عنه، فتوجه إليها و دخلها في سنة إحدى و تسعين المذكور، و دام بها إلى أن قبض منطاش على الناصري بالديار المصرية و استقل بتدبير الملك وحده، عز ذلك على كمشبغا المذكور و على الأمير بزلار العمري نائب الشام، ثم ظهر بعد ذلك أمر الملك الظاهر برقوق من الكرك و سمع به كمشبغا جمع عساكر حلب و حَلَّفهم الظاهر برقوق في شهر رمضان من السنة و تجهز لموافقة الظاهر برقوق، فلما دخل شوال ركب البانقسيون من أهل حلب و معهم جماعة من الأمراء على الأمير كمشبغا حمية لمنطاش، و كان محبوسا بقلعة حلب الأمير طرنطاي - الذي كان نائبا بدمشق - و الأمير بكلمش العلائي - أحد أمراء الطبلخانات بالقاهرة - و كان الناصري أمسكهما بدمشق و حبسهما بقلعة حلب ، فأطلقهما الأمير كمشبغا و أحسن إليهما، و اتفقا معه على مساعدة الملك الظاهر برقوق، وجّد كمشبغا في قتال البانقسيين، و كان في عسكر قليل و هم في جمع كبير، و استمر القتال بينهم بالبياضة ثلاثة أيام، وانتصر كمشبغا على البانقوسيين و قتل منهم جماعة، فلما حضر برقوق من الكرك إلى دمشق و أقام على قبة يلبغا ظاهر دمشق توجه إليه كمشبغا بمن معه من الأمراء و العساكر و أمده بالخيل و الجمال والخيم و السلاح إلى أن كانت الوقعة بشقحب بين الظاهر برقوق و منطاش في سنة اثنتين و تسعين و سبعمائة، و كان كمشبغا على ميسرة برقوق و اشتد القتال، انكسرت ميسرة برقوق التي كان فيها كمشبغا، و كان برقوق في القلب، فلما رأي ميسرته قد انهزمت و فيها كمشبغا بمعظم عسكره أيقن بالهلاك، ثم حمل على منطاش حملة هزمه فيها، و دخل تحت العصائب السلطانية، و تم كمشبغا مهزوما و هو يظن بأن الظاهر برقوق قد انهزم أيضا من منطاش، و منطاش خلفه يظنه برقوق، و استمر كمشبغا في هزيمته إلى أن وصل حلب فطلع إلى قلعتها، و بلغ أهل حلب الخبر، فقام البانقسيون ثانيا و جدوا في قتاله و حاصروه، و أرسل منطاش إلى البانقسيين يستحثهم و يقويهم على قتال كمشبغا، و صبر كمشبغا على محاصرتهم و قتالهم أربعة أشهر إلا يومين، و منطاش يومئذ بدمشق، والملك الظاهر بالديار المصرية، ثم وقع الصلح بين كمشبغا و بيتهم أياما قلائل، ثم وقع بينهم أيضا و تقاتلوا قتالا شديدا انتصر فيه كمشبغا و قتل من أعيانهم و جندهم جماعة كبيرة، و أمر كمشبغا بنهب بانقوسا فنهبت كما نهبها أولا، ثم اجتهد كمشبغا في تحصين حلب لما بلغه أن منطاشا و نعيرا قاصداه إلى حلب، ثم حضر منطاش و نعير إلى ظاهر حلب فقاتلهم الأمير كمشبغا و أهل حلب معه قتالا شديدا عدة أيام في شهر رمضان من اثنتين و تسعين و سبعمائة إلى أن رَدَّهم عن حلب خائبين، و استمر بحلب و أخذ في عمارتها و تجديد ما هدم منها إلى أن طلبه الملك الظاهر برقوق إلى ديار مصر و جعله أتابك العساكر بها، و عظم في الدولة و ضخم، و نالته السعادة، و طالت أيامه إلى أن أمسكه الملك الظاهر برقوق في يوم الاثنين تاسع عشرين المحرم سنة ثماني مائة في الموكب، و قبض معه أيضا على الأمير بكلمش العلائي أمير سلاح، و توجه بهما في ليلة الثلاتاء سلخه إلى الإسكندرية فحُبسا بها إلى أن توفى الأمير كمشبغا هذا في ليلة الأربعاء الثامن و العشرين من شهر رمضان سنة إحدى و ثماني مائة
و كان السبب الموجب لمسكه أنه رمد مدة طويلة فبعث إليه السلطان من عنده كحالا ليداوي عينيه فكان يدويه فاغتاض عليه يوما و قال: ما بعثك السلطان إلى إلا لتعميني، فبلغ ذلك السلطان، فكان هذا هو السبب
و كان ملكا جليلا، كريما جدا، مدبرا عالي الهمة، محسنا للرعية، تولى عدة ولايات، و سيرته تُشكر، و طريقته تُحمد
قال العيني: كان رجلا مشغولا بتربية نفسه بالمأكل الطيبة و المشارب الطيبة، و جمع الجواري ، الملاهي، و لم يشتهر عنه الخير إلا القليل، و كان أصله من مماليك ابن صاحب حماة رباه صغيرا ثم قدمه السلطان حسن، فأخذه يلبغا بعد قتل السلطان حسن. انتهى
و تولى نيابة السلطنة بالديار المصرية قديما، و كان ضخما، طوالا، جسيما، لا يحمله إلا الجياد من الخيول، قلت: و كذا كان ولده صاحبنا الزيني قاسم بن كمشبغا أحد الحجاب في الدولة الأشرفية برسباي، و توفى سنة ثلاث و ثلاثين و ثماني مائة رحمهما الله تعالى
Summary
Kumushbughā al-Ḥamawī
- mamlūk of Yalbughā al-ʿUmarī al-Khāṣṣakī
- becomes ʾamīr 040, raʾs nawba
- Barqūq called him his ʾaghā
- Yalbughā dies 768, conflict between ʾAsandamur and Shaʿbān, ʾAsandamur defeated, mamluks of Yalbughā broken up, imprisoned in al-Bilād al-Shāmīya, freed by Ṭashtamur during reign Shaʿbān, their services engaged in Bāb al-Sulṭān, Kumushbughā was amongst them,
- Shaʿbān killed, Kumushbughā appointed as ʾamīr 10 of Aleppo, then ʾamīr 100 of Damascus, then nāʾib of Ḥamā, then nāʾib al-Shām in 780 until 782, arrested, freed, becomes nāʾib of Ṣafad, then nāʾib of Tripoli
- after short period, ʾatābak of Damascus, arrested because he wanted to kill Baydamur, freed, send to Baʿlbak as baṭṭāl, returns, becomes nāʾib of Ṣafad again, then after a yea becomes nāʾib of Tripoli for a second time
- asked to come to Damascus, imprisoned until arrested al-Nāṣirī and Minṭāsh in 791, comes with him to Egypt
- becomes nāʾib of Aleppo
- Minṭāsh arrests al-Nāṣirī, Kumushbughā wants to join Barqūq
- fight between Minṭāsh and Barqūq, Kumushbughā defeated, flees to Aleppo
- fight between Minṭāsh and Barqūq in 792, Kumushbughā was at the side of Barqūq, defeated, flees
- goes to Aleppo, fight between al-Bānqisiyūn and Kumushbughā, is victorious, plunders Bānqūsa
- Minṭāsh and Nuʿayr come to Aleppo, attack Aleppo in 792, unsuccesful
- asked to come to Egypt by Barqūq, becomes ʾatābak ʿasākir, arrested in 800 and imprisoned in Alexandria until he died in the night of Wednesday 28 Ramaḍān 801
- story of reason of his seizure,about inflammation of eyes, Barqūq send eye-doctor to treat him, refuses, says Barqūq wants to blind him
- description of personal characteristics
- was originally a mamlūk of ibn Ṣāḥib of Ḥamā, raised him when he was young, gave him to sulṭān Ḥasan, after death Ḥasan taken by Yalbughā
- nāʾib salṭana
- description of personal characteristics
- son al-Zaynī Qāsim b. Kumushbughā, ḥājib ḥujjāb during reign al-ʾAshraf Barsbāy, dies in 833
Related properties
60
ID
https://ihodp.ugent.be/mpp/informationObject-10585

Events (0)

Practice (0)

Places (0)